
نقلاً عن الموقع الإخباري التركي cumhuriyet بتاريخ 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024
سيبقى الثامن من ديسمبر يومًا تاريخيًا في أذهان الشعب السوري؛ حيث انهار نظام البعث الحاكم منذ 61 عامًا وانتهى عهد عائلة الأسد. جاء ذلك بعد أن سيطرت الفصائل المسلحة مدعومة بحشود شعبية على العاصمة دمشق، في تحول جذري للحرب التي بدأت قبل أكثر من 13 عامًا.
بدأت القصة في 15 مارس 2011 بمدينة درعا، عندما كتب مجموعة من الطلاب على جدار مدرستهم: “أيها الدكتور، جاء دورك الآن”. كانت هذه العبارة البسيطة شرارة لاحتجاجات واسعة تحولت إلى حرب مدمرة حاول النظام إخمادها بالقوة.
شنت هيئة تحرير الشام (HTŞ) هجومًا واسعًا في 27 نوفمبر في ريف حلب الغربي، انطلقت من “كفر تخاريم”، وانضمت إليها عدة فصائل. هذا الهجوم كان بداية تقدم سريع للفصائل المسلحة على حساب قوات النظام.
وتمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على مواقع استراتيجية في 28 نوفمبر، واستولت على أسلحة ثقيلة وآليات عسكرية تابعة للجيش السوري. وصلت القوات إلى مشارف مدينة حلب، على بعد كيلومتر واحد فقط من أحيائها الخارجية.
نجحت الفصائل في السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية في 29 نوفمبر في إدلب وبدأت دخول مركز مدينة حلب، لتقترب المعركة من قلب الشمال السوري.
كما سيطرت الفصائل على معظم أحياء حلب، بما في ذلك مطارها الدولي في 30 نوفمبر. كذلك أحكمت قبضتها على عدة طرق استراتيجية، أبرزها طريق “M4”.
أطلق الجيش الوطني السوري عملية “فجر الحرية” ضد تنظيم “PKK/YPG”، مسيطرًا على مدينة تل رفعت بالكامل في 1 ديسمبر. وفي الوقت نفسه، شهدت محافظة السويداء مظاهرات دعمًا لاستعادة الفصائل المسلحة للمناطق التي كانت تحت سيطرة النظام.
واصلت الفصائل تقدمها في حماة، حيث سيطرت على 16 منطقة جديدة في 2 ديسمبر. واستمرت المعارك بين الفصائل وقوات النظام حتى 3 ديسمبر، مع سقوط مزيد من القرى الاستراتيجية في ريف حماة الشمالي تحت سيطرة المعارضة.
صعّدت قوات النظام من حملات الاعتقال والتجنيد القسري في دمشق في 4 ديسمبر، بينما تقدمت الفصائل أكثر نحو السيطرة على قلب حماة.
استولت الفصائل المسلحة على مركز مدينة حماة في 5 ديسمبر، بينما شهدت العاصمة دمشق تزايدًا في حملات التجنيد القسري، شملت حتى القاصرين.
استهدفت غارات جوية مجهولة مواقع استراتيجية قرب حمص في 6 ديسمبر، بينما اقتربت الفصائل المسلحة من العاصمة دمشق، مستهدفة مواقع حساسة.
بدأت الفصائل بالدخول إلى الضواحي الجنوبية لدمشق في 7 ديسمبر، وحققت تقدمًا كبيرًا في مدينة حمص، ما جعل العاصمة على وشك السقوط.
بلغت الأحداث ذروتها في صباح 8 ديسمبر، عندما اقتحمت الفصائل المسلحة أحياء دمشق الرئيسية، وسط تظاهرات شعبية واسعة. اقتحم المتظاهرون سجن صيدنايا، وأطلقوا سراح المعتقلين السياسيين، بينما فقدت قوات النظام السيطرة على معظم العاصمة. وفي مشهد غير مسبوق، ظهر معارضون عبر التلفزيون الرسمي ليعلنوا سقوط النظام والإفراج عن جميع المعتقلين.
مع انهيار النظام، انتهى حكم عائلة الأسد الذي بدأ مع حافظ الأسد في عام 1970. وفي مشهد يرمز إلى نهاية حقبة، أقدمت الحشود الغاضبة على إسقاط تماثيل الأسد الأب في مختلف المدن السورية. وهكذا يكون الأسد قد سقط حاكمًا وهيكلاً.
بإعلان سقوط نظام الأسد، تدخل سوريا مرحلة جديدة من تاريخها مليئة بالتحديات والآمال. حيث يترقب العالم ما ستؤول إليه الأوضاع في هذا البلد الذي شهد واحدة من أعنف الأزمات في القرن الحادي والعشرين. آملين من الله أن يحفظ سوريا وشعبها.
كتابة وإعداد: منى مجدي