
حسان خالد
في ظل تسارع وتيرة الحياة وزيادة الضغوط النفسية التي يواجهها الإنسان المعاصر، بدأ العديد من الناس يلجؤون إلى أساليب علاجية بديلة وغير تقليدية من أبرزها ما يُعرف اليوم بـ”علم النفس الطاقي” (Energy Psychology)، الذي يُعد مزيجًا فريدًا من مفاهيم الطب الشرقي والعلاج النفسي الحديث.
علم النفس الطاقي يقوم على فرضية بسيطة لكنها ثورية: الخلل في تدفق الطاقة داخل الجسم يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية وعاطفية. وإذا تم تصحيح هذا الخلل فإن الشخص قد يشعر بتحسن واضح في حالته النفسية والجسدية على حد سواء.
بين الطاقة والعاطفة
تستند هذه المدرسة العلاجية إلى مفاهيم قديمة مثل “تشي” أو “كي” وهي الطاقة الحيوية التي تؤمن بها الثقافات الشرقية وتُعتقد بأنها تتدفق في مسارات دقيقة داخل الجسم. ويُقال إن أي انسداد في هذه المسارات – بسبب صدمة نفسية أو توتر مزمن – يؤدي إلى اضطرابات نفسية كالقلق أو الاكتئاب.
العلاج في هذا السياق لا يكون بالكلام فقط بل من خلال تقنيات مثل التربيت على نقاط طاقية (كما في تقنية التحرر العاطفي EFT) أو الضغط على مواقع معينة في الجسم لتحفيز التوازن الطاقي (كما في تقنية TFT). هناك أيضًا أساليب أخرى مثل “Psych-K” التي تعمل على إعادة برمجة العقل الباطن و”الطب الطاقي” الذي يشمل تقنيات مثل الريكي والوخز بالإبر.
فعالية ونتائج واعدة
تشير بعض الدراسات والتجارب السريرية إلى أن هذه الأساليب قد تُحدث فارقًا ملموسًا لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق المزمن والمخاوف المرضية وحتى الإدمان. وقد لجأ إليها عدد متزايد من المعالجين النفسيين في العالم كأداة مساندة للعلاج التقليدي.
الدكتورة منى عبدالقادر أخصائية الصحة النفسية تقول في حديثها للصحيفة: “علم النفس الطاقي ليس سحرًا بل أسلوب تكاملي يعتمد على الربط بين العقل والجسم. البعض قد يشعر بتحسن سريع والبعض الآخر يحتاج إلى جلسات متعددة لكنه بلا شك فتح بابًا جديدًا لفهم أعمق لعلاقة مشاعرنا بأجسامنا.”
نظرة مستقبلية
ورغم أن علم النفس الطاقي ما زال يثير جدلًا في الأوساط الأكاديمية والطبية إلا أن انتشاره المتزايد في مراكز العلاج النفسي والمجتمعات المهتمة بالعلاج البديل يشير إلى تحول في طريقة الناس في التعامل مع آلامهم النفسية.
وفي زمن تتصاعد فيه نسب الاكتئاب والقلق، يبدو أن أي وسيلة آمنة تمنح الأمل والراحة تستحق أن تؤخذ على محمل الجد.
ملاحظة: المعلومات المذكورة تستند إلى دراسات طبية وأبحاث علمية نشرها موقع “Express News” وتم نقله الى العربية بواسطة ثاقب أحمد ولكن يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب لمن يعانون من مشكلات صحية مزمنة.