
تتسارع الأحداث العسكرية في أوكرانيا وإسرائيل وسوريا مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي ويضع الولايات المتحدة في موقف صعب، إذ تجد نفسها عاجزة عن مواجهة التحديات المتزايدة التي قد تعيد تشكيل موازين القوى العالمية. هذه التحولات في الصراعات باتت تمثل “كابوسًا” حقيقيًا للولايات المتحدة التي لطالما اعتمدت على قوتها العسكرية والاقتصادية لفرض هيمنتها.
على الرغم من احتفاظها بتفوقها العالمي لسنوات طويلة بدأت الولايات المتحدة تشعر بضغط متزايد من الصين وروسيا اللتين تتقدمان بسرعة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا. وفي الوقت نفسه تفوقت روسيا مؤخرًا عسكريًا على أمريكا وحلفائها خاصة بعد تطويرها لصاروخ “أوريشنك” الذي يعد طفرة في الأسلحة الحديثة.
صاروخ “أوريشنك” الروسي لا يعتمد على المواد النووية أو المتفجرة التقليدية، بل على سرعة هائلة تصل إلى 3 كيلومترات في الثانية مما يمكنه من تدمير أهداف استراتيجية بدقة شديدة دون التسبب في أضرار جانبية أو إشعاعات. هذه التقنية الجديدة تعزز من قدرات روسيا العسكرية وتقلل من الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة وحلفائها في التصدي للتهديدات.
وفي الشرق الأوسط تغيرت الاستراتيجيات الأمريكية بعد الخسائر في أوكرانيا. رغم رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة وافق في النهاية على وقف القتال في جنوب لبنان مما يطرح تساؤلات حول فعالية الدعم الأمريكي في المنطقة.
وفي تطور جديد في سوريا شنت هيئة تحرير الشام هجومًا واسعًا على مدينة حلب مما زاد من تعقيد الوضع الإقليمي. هذا الهجوم أثار قلقًا متزايدًا بشأن استقرار المنطقة. وهذا يثير تساؤلات عدة بشأن توقيت الاختيار في ظل سريان الهدنة بين إسرائيل ولبنان.
ومع تصاعد التحديات في غزة ولبنان وسوريا وتورط إسرائيل في صراعات مع إيران وحزب الله تظل المعادلة الإقليمية في حالة عدم استقرار. ومع تعقيد الأوضاع يبدو أن الولايات المتحدة ستواجه مزيدًا من الصعوبات في تأمين مصالحها وحلفائها في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة والعالم.
في ظل هذه التطورات يواجه العالم تحديات جديدة قد تعيد رسم ملامح التحالفات العالمية والنفوذ الأمريكي في السنوات المقبلة.