
بادئ ذي بدء، إن قمة D-8 هي قمة سنوية تُعقد بين الدول الثمانية الأعضاء في منظمة “التعاون الاقتصادي للدول النامية” (D-8)، وهي: إيران، تركيا، مصر، باكستان، بنغلاديش، نيجيريا، إندونيسيا، وماليزيا. تأسست هذه المنظمة عام 1997 بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين هذه الدول، ودعم التنمية المستدامة، وتحسين العلاقات في مجالات مثل التجارة، التكنولوجيا، الطاقة، الزراعة، والصناعة. وتجمع هذه القمة قادة الدول الأعضاء لمناقشة قضايا اقتصادية وتنموية مشتركة.
وفي إطار التعاون الدولي، انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة قمة منظمة الدول الثماني للتعاون الاقتصادي (D-8)، التي ركزت على الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وشددت على ضرورة تحقيق السلام في العالم برُمته. القمة شهدت تصريحات بارزة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، حول تعزيز تكاتف الدول الأعضاء لمواجهة الأزمات العالمية.
حيث افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القمة بالإشارة إلى أهمية توقيع اتفاقية التجارة التفضيلية بين الدول الأعضاء في المنظمة، مؤكدًا على ضرورة استخدام هذه الاتفاقية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول. وقال: “نخطط لتوقيع اتفاقية تجارة تفضيلية بين دول D-8، مما سيساهم في تعزيز التعاون التجاري وتحقيق التنمية المشتركة.”
كما أكد السيسي على خطورة الوضع في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية، واعتبر أن هذه الهجمات تهدد أمن المنطقة وأمن القرارات الدولية. وأضاف: “الشرق الأوسط يعاني من صراعات غير مسبوقة، ولا يمكننا تحقيق السلام والاستقرار إلا من خلال حلول شاملة لهذه الأزمات.”
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فانتقد دور المؤسسات الدولية في معالجة الأزمة السورية، مشيرًا إلى دعم تركيا الكامل للشعب السوري في محاولاته للتغلب على التحديات التي يواجهها وعلى رأسها إقامة نظام جديد، وقال: “أملنا الأكبر هو أن نرى سوريا خالية من الإرهاب، دولة موحدة تضم الديانات والمذاهب والأعراق سويًا في سلام.”
وعلى صعيدٍ آخر، أكد أن الدول الأعضاء في منظمة D-8 يجب أن تستفيد من الإمكانيات المتاحة لتعزيز استثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ومن جانبه، تحدَّث رئيس وزراء باكستان شهباز شريف عن أهمية الاستثمار في الشباب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز النمو الاقتصادي في الدول الأعضاء. وقال: “يجب أن نعمل معًا لمواجهة التحديات الاقتصادية الكبرى مثل نقص الغذاء والطاقة، والاستثمار في الشباب هو المفتاح لبناء مستقبل أفضل.”
كما أبدى إستياءه الشديد تجاه العدوان الإسرائيلي الذي سيطر على غزة، داعيًا إلى إدراج قضيتي غزة ولبنان في مناقشات القمة، لما لهما من تأثير كبير على استقرار المنطقة.
كما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف في مستهل حديثهما عن شكرهما العميق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على حسن استضافته وتنظيم القمة في القاهرة، مؤكدين أن هذه الاستضافة تعكس التزام مصر بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
وبينما تنتهي فعاليات قمة D-8 في القاهرة، يظل الأمل في بناء مستقبل أفضل قائمًا، من خلال التعاون المثمر بين دول المنظمة. فهذه القمة لم تكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل كانت فرصة حقيقية لتوحيد الجهود حول قضايا حاسمة بدءً من أزمة سوريا لإقامة نظام جديد، وتحقيق السلام في لبنان وفلسطين، إلى تمكين الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل ركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
فهل ستكون هذه القمة نقطة انطلاق لبدء عهد جديد خالٍ من الصراعات يسوده التعاون والتنمية؟..
كتابة وإعداد: ملك محمد