
واشنطن – حذر تقرير جديد من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تطورها الصين تشكل تهديدًا متزايدًا للأمن القومي الأمريكي، مشيرًا إلى أن النهج المفتوح المصدر الذي تتبعه الصين قد يعرض الأمن الاقتصادي والتكنولوجي للولايات المتحدة للخطر.
ونشر “مشروع الحافة الأمريكية” (American Edge Project) تقريرًا يؤكد أن الصين تتسارع في تطوير نظامها البيئي المفتوح المصدر كبديل للتكنولوجيا الأمريكية، وتستخدمه كأداة لزرع قيم الحزب الشيوعي الصيني في البنية التحتية العالمية. وأشار التقرير إلى أن النماذج الصينية المفتوحة المصدر تتفوق بالفعل على النماذج الغربية في العديد من المؤشرات الرئيسية وتعمل بتكاليف أقل بكثير، ما يسرع من تبنيها على مستوى العالم.
وأوضح التقرير أن الصين تسعى إلى استخدام مبادرتها “الحزام والطريق” وطريق “الحرير الرقمي” لتصدير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 155 دولة حول العالم ما يعزز التبعية العالمية لتقنياتها ويقوض القيم الديمقراطية، مما يهدد موقع الولايات المتحدة في القيادة العالمية وأمنها القومي.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن الصين تسعى لتحقيق هدفها الطموح بسيطرة تكنولوجية عالمية بحلول عام 2030 مع تركيز كبير على الأنظمة المفتوحة المصدر كجزء أساسي من استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي. في المقابل تركز الشركات الغربية على النماذج المدفوعة بينما تروج الصين للبدائل المجانية والمنخفضة التكلفة لتسريع انتشارها في الأسواق العالمية.
وذكر التقرير أن الصين تعمل على دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية العالمية في مجالات المال والتصنيع والاتصالات، من خلال تنسيق الجهود بين الحكومة الصينية والشركات المحلية، بينما تواجه الشركات الغربية تحديات تنظيمية متزايدة في هذا المجال.
ودعا التقرير إلى ضرورة الحفاظ على ريادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي مشددًا على أهمية اغتنام الفرص التاريخية لضمان التفوق الأمريكي في هذا المجال وتجنب فرض قيود على تصدير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، قال دوغ كيلي الرئيس التنفيذي لمشروع الحافة الأمريكية: “إذا خسرت الولايات المتحدة السباق العالمي للسيطرة على الذكاء الاصطناعي فإن الأنظمة الاستبدادية الصينية ستكتب المستقبل ويجب أن لا يحدث ذلك.”
واختتم التقرير بالتحذير من أن “القيادة الصينية في تطوير الذكاء الاصطناعي العالمي سيكون لها تداعيات خطيرة على الأمن الدولي، ومن شأن انتشار الذكاء الاصطناعي الصيني في العالم أن يؤدي إلى انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية بشأن هذه التكنولوجيا.”
معركة الهيمنة التكنولوجية بين واشنطن وبكين تتصاعد
تتزايد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في مجال الابتكار التكنولوجي حيث تسعى كل منهما للسيطرة على الأسواق العالمية.
وفي الوقت الذي تحاول فيه واشنطن تقليص وصول الصين إلى تقنيات حيوية مثل أشباه الموصلات، تركز الصين على تعزيز قدراتها المحلية في هذا القطاع الاستراتيجي.
وفي ظل المخاوف المشتركة بشأن الذكاء الاصطناعي العام يرى ماكس تيجمارك الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي أن الولايات المتحدة والصين قد يسعيان إلى وضع قواعد أمان وطنية متبادلة وربما التعاون في صياغة إطار دولي لتنظيم هذه التكنولوجيا.