اخبار العالمعلم و تكنولوجيا

الصين تطلق نموذج «Deep Seek» للذكاء الاصطناعي: منافس قوي لشات جي بي تي

(الإنترنت)

أطلقت شركة «Deep Seek» الصينية مؤخرًا نموذجها الجديد «Deep Seek V3» في مجال الذكاء الاصطناعي مما أثار ضجة في الأسواق العالمية وخلق منافسة قوية مع نموذج «شات جي بي تي» الشهير من شركة OpenAI. ويُعد هذا النموذج الصيني هو الأكثر تطورًا في معالجة اللغات الآسيوية مثل المندرينية ما يضعه في موقع متقدم لتلبية احتياجات الأسواق التي غالبًا ما تهملها النماذج الغربية.

ويتميز «Deep Seek V3» بقدرته على فهم وإنشاء محتوى باللغة الصينية، بالإضافة إلى توفيره كمصدر مفتوح بالكامل مما يعزز التعاون بين المطورين ويتيح لهم تخصيصه لتلبية احتياجاتهم الخاصة. كما يمكن للنموذج أداء العديد من المهام مثل ترجمة النصوص وكتابة الأكواد البرمجية والإجابة على الأسئلة في غضون ثوانٍ قليلة.

فيما يخص التكلفة، تم تدريب «Deep Seek» باستخدام 671 مليار معلمة بتكلفة بلغت 5.58 مليون دولار أمريكي، وهي تكلفة أقل بكثير مقارنة بما تنفقه شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Meta و OpenAI. ويعكس ذلك قدرة الصين على تطوير نماذج قوية بتكاليف منخفضة رغم القيود المفروضة على وصولها إلى بعض التقنيات المتقدمة.

قيود الرقابة والالتباس مع «شات جي بي تي»

ورغم تقدمه التكنولوجي، يواجه «Deep Seek V3» بعض التحديات المثيرة للجدل. من أبرز هذه التحديات: القيود السياسية التي فرضت على النموذج حيث يُمنع من الإجابة عن أسئلة حساسة مثل تلك المتعلقة بمظاهرات “تيانانمين” عام 1989 وذلك بسبب الرقابة الحكومية الصارمة على النماذج الذكية في الصين.

وفي سياق آخر، أظهر «Deep Seek V3» تداخلًا غريبًا مع نموذج «شات جي بي تي» حيث قام بتعريف نفسه على أنه نسخة من نموذج GPT-4 مما يثير تساؤلات حول مصدر البيانات التي تم تدريب النموذج عليها.

نموذج مفتوح المصدر يعزز الابتكار

من ناحية أخرى، يوفر «Deep Seek V3» ميزة كبيرة بكونه مفتوح المصدر ما يتيح للمطورين التفاعل مع الكود المصدري وتعديله. ويعتبر هذا العنصر مفتاحًا لزيادة الابتكار وتحفيز التعاون بين المطورين في مختلف أنحاء العالم.

تأثير عالمي وتحديات أمام الهيمنة الغربية

يبدو أن إطلاق «Deep Seek» يمثل تهديدًا حقيقيًا للهيمنة الغربية في مجال الذكاء الاصطناعي حيث يتيح النموذج الصيني فرصًا جديدة في الأسواق الآسيوية خاصة في ظل القدرة على تخصيصه وإتاحته كمصدر مفتوح. ويؤكد الخبراء أن هذه التقنية ستضع المزيد من الضغوط على الشركات الغربية للتحرك بسرعة أكبر في مجال الذكاء الاصطناعي.

وبذلك يفتح «Deep Seek» الأفق أمام المستقبل التكنولوجي في الصين ويعزز من تنافسيتها في مواجهة الشركات الغربية الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا