العطش المستمر: هل هو مجرد عرض عابر أم مؤشر على مشكلة صحية؟

يشكل الإحساس بالعطش وسيلة طبيعية يستخدمها الجسم لتنبيهنا إلى حاجته للماء خصوصًا في أيام الصيف الحارة أو عقب مجهود بدني مكثف. لكن ما الذي يعنيه عندما يصبح العطش شعورًا دائمًا لا يفارق صاحبه حتى بعد شرب كميات كافية من الماء؟

وفقًا لتقارير طبية نُشرت في عدد من المجلات المتخصصة، فإن العطش المستمر (Excessive thirst) قد يكون مؤشرًا على مشاكل صحية كامنة بعضها يحتاج إلى تدخل طبي عاجل.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز الأسباب المحتملة وراء هذا الشعور الذي قد يبدو بسيطًا في ظاهره لكنه يخفي الكثير.

الجفاف… السبب الأول والبديهي
يُعد الجفاف من أبرز المسببات للعطش ويحدث عندما يفقد الجسم كمية من السوائل تفوق ما يحصل عليه. وتتنوع أسبابه بين التعرق الزائد والإسهال والقيء أو حتى عدم شرب كمية كافية من الماء خلال اليوم.

علامات الجفاف تشمل تغير لون البول إلى الأصفر الداكن وقلة التبول وجفاف الفم والجلد والدوخة والصداع.

داء السكري… العطش كعرض مبكر
من الأعراض الأولية لداء السكري كثرة التبول ما يؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم وبالتالي الإحساس الدائم بالعطش. كما أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يدفع الجسم إلى سحب الماء من الأنسجة لمحاولة التخلص من السكر الزائد، الأمر الذي يُضاعف الشعور بالحاجة إلى شرب الماء.

السكري الكاذب… الخطر الصامت
ورغم تشابه الاسم، إلا أن “السكري الكاذب” لا يرتبط بمستويات السكر في الدم بل بخلل هرموني يؤثر على قدرة الجسم في الاحتفاظ بالماء. ويُعد العطش المستمر أحد أبرز أعراضه، إلى جانب التبول المتكرر وأعراض الجفاف.

جفاف الفم… عندما يغيب اللعاب
نقص إفراز اللعاب قد يؤدي إلى جفاف الفم وهو ما يعطي إحساسًا دائمًا بالعطش. ويُعزى هذا الجفاف أحيانًا إلى أدوية معينة أو التدخين أو تلف الأعصاب. كما يصاحبه غالبًا رائحة فم كريهة وتغيرات في التذوق وصعوبة في المضغ أو البلع.

فقر الدم… عندما لا يكفي الأوكسجين
في حالات فقر الدم، يعاني الجسم من نقص في خلايا الدم الحمراء ما يضعف عملية نقل الأوكسجين. هذا النقص قد يؤدي إلى عطش دائم، إلى جانب أعراض أخرى مثل التعب العام وشحوب الوجه وسرعة النبض والدوار.

زيادة الكالسيوم… الزيادة التي تُرهق الجسم
ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم – وهي حالة تعرف طبيًا باسم “Hypercalcemia” – قد يؤدي إلى الشعور الدائم بالعطش. ويرافقها أعراض كعسر الهضم والغثيان والتبول المتكرر وآلام في العظام والعضلات وحتى اضطرابات نفسية.

عوامل أخرى لا يجب إغفالها
ولا يقتصر الأمر على الأسباب الطبية الكبرى، إذ إن بعض العادات الغذائية – كالإفراط في تناول الأطعمة المالحة أو الحارة – قد تُساهم في زيادة الإحساس بالعطش. كذلك قد تلعب بعض الأدوية دورًا في تحفيز هذا الشعور كما يُعد فرط نشاط الغدة الدرقية من العوامل المساهمة أيضًا.

تنبيه: هذه المعلومات مستندة إلى مصادر طبية موثوقة نشرته شبكة “Geo News“، لكنها لا تغني عن استشارة الطبيب المختص لتشخيص الحالة بدقة.