
وكالات – في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور توليه منصبه أمراً تنفيذياً يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية (W.H.O). القرار يعيد إلى الواجهة المواجهة التي دارت بين ترامب والمنظمة خلال ولايته الأولى، حيث كان قد اتهمها بالتقصير في إدارة جائحة كوفيد-19 قبل أن يعيد الرئيس جو بايدن الولايات المتحدة إلى المنظمة بعد توليه السلطة.
برر ترامب قراره الجديد بأن المنظمة “أساءت إدارة الأزمات الصحية الدولية” واتهمها بالتأثر بـ”النفوذ السياسي غير المناسب” لبعض الدول وعلى رأسها الصين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحملت أعباء مالية غير عادلة لدعم المنظمة مقارنة بدول أخرى. كما وصف ما قامت به المنظمة بـ”الخديعة” مؤكداً أن إدارته لن تسمح باستغلال الولايات المتحدة بعد الآن.
أعربت منظمة الصحة العالمية عن “أسفها العميق” للقرار مشددة على أهمية دورها في مواجهة الأوبئة والأمراض وتعزيز الصحة العالمية بما في ذلك داخل الولايات المتحدة. ودعت الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في القرار مؤكدة استعدادها للتعاون والحوار البناء.
من جانبه، عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من الخطوة داعياً واشنطن إلى التراجع عنها فيما أكدت الصين التزامها بالتعاون مع المنظمة ودعمها لمواصلة أداء مهامها.
تعد الولايات المتحدة أكبر داعم مالي لمنظمة الصحة العالمية حيث تشكل مساهماتها حوالي 18% من إجمالي تمويلها. ويهدد الانسحاب الأمريكي العديد من برامج المنظمة خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الأمراض المعدية مثل السل والإيدز والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية.
كما نص قرار ترامب على وقف المفاوضات بشأن اتفاقية الجوائح مع المنظمة وسحب الموظفين الأمريكيين العاملين فيها وإعادة النظر في استراتيجية الأمن الصحي للولايات المتحدة لعام 2024.
يُذكر أن ترامب كان قد اتخذ قراراً مشابهاً عام 2020 متهماً المنظمة بالتواطؤ مع الصين في التغطية على منشأ كوفيد-19. ورغم انسحاب الولايات المتحدة جزئياً في ذلك الوقت إلا أن بايدن ألغى القرار فور توليه منصبه عام 2021 وأعاد العلاقات مع المنظمة.
القرار الجديد يتطلب إشعاراً مسبقاً لمدة عام وسداد المستحقات المالية المتأخرة وفقاً للقانون الأمريكي. ومن المتوقع أن يثير المزيد من الجدل على المستويين المحلي والدولي خلال الفترة المقبلة.