
أمينة أحمد
يأتي عيد الفطر كل عام ليحمل معه البهجة والفرح للمسلمين في جميع أنحاء العالم فهو ليس مجرد مناسبة دينية تُختتم بها أيام الصيام، بل هو احتفال مجتمعي تتجلى فيه أجمل مظاهر التآخي والتلاحم. وعلى الرغم من تشابه المسلمين في أداء صلاة العيد وتبادل التهاني، إلا أن لكل دولة طابعها الخاص وطقوسها المتوارثة التي تميز احتفالاتها بهذه المناسبة المباركة.
أجواء العيد في البلدان الإسلامية
صلاة العيد.. فرحة جماعية
يُعد أداء صلاة العيد في الساحات والمساجد الكبرى أولى مظاهر الاحتفال بالعيد حيث يجتمع المسلمون في أجواء إيمانية تتخللها تكبيرات الفرح. ويعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة والمسجد الأقصى في القدس من أبرز الأماكن التي تشهد ازدحامًا كبيرًا بالمصلين.
الحلوى والمأكولات التقليدية
لكل بلد حلوياته وأطباقه المميزة التي تُعد خصيصًا لهذه المناسبة. ففي مصر، يحتل الكحك مكانة خاصة في احتفالات العيد حيث تجتمع العائلات على تحضيره وتقديمه للضيوف، بينما يُعد المنسف الطبق الرئيسي على موائد الأردنيين. أما في العراق، فالإفطار يبدأ بطبق الكاهي والقيمر مع الشاي المُخدَّر بالهيل، بينما يتزين الإفطار المغربي بحلويات كعب الغزال والمحنشة والفقاص إلى جانب الشاي بالنعناع.
عادات فريدة في أنحاء العالم
لكل مجتمع عاداته الخاصة في استقبال العيد. ففي الهند، تتزين النساء بالحناء احتفالًا بهذه المناسبة، بينما تُقام في أفغانستان مسابقات “معارك البيض” التي يتنافس فيها المشاركون على كسر البيض بأيديهم. أما في عُمان، فيتلو الناس “التهلولة” وهي كلمات تمجد الله وتشكره على نعمه.
وفي ماليزيا، تبرز زينة مصابيح الزيت القديمة التي تُضيء البيوت فرحًا بالعيد، بينما يتحول العيد في الصين إلى مهرجان شعبي حيث يرتدي المسلمون ملابس زاهية الألوان وينضمون إلى احتفالات الشوارع.
وفي تونس، يُعلن “بو طبيلة” قدوم العيد عبر دق الطبول، في حين يحتفل اليمنيون بـ”رقصة الطاسة” التقليدية ويحرص المغاربة على ارتداء الزي التقليدي لأداء صلاة العيد. أما في موزمبيق، فيتنافس الناس في السباق إلى المصافحة اعتقادًا بأن الشخص الأول في المصافحة يكون أوفر حظًا في نيل بركات العيد.
العيد في المجتمعات الإسلامية بالخارج
رغم بُعدهم عن أوطانهم، يحرص المسلمون في الولايات المتحدة على التجمع في المراكز الإسلامية والمساجد لتبادل التهاني وتقديم الهدايا. أما في نيجيريا، فالعيد يُمثل فرصة للعودة إلى الموطن الأصلي والاجتماع بالعائلة، في حين تعمّ الفوضى محطات القطارات في باكستان وبنغلاديش حيث يتدفق الناس عائدين إلى قراهم، حتى أن بعضهم يضطر للسفر على أسطح القطارات بسبب الازدحام الشديد. كما يُعرف العيد في تركيا باسم “عيد السكر” إذ يخرج الأطفال لجمع الحلوى من الجيران.
فرحة العيد.. وحدة رغم الاختلاف
يظل عيد الفطر مناسبة يتوحد فيها المسلمون رغم تنوع ثقافاتهم واختلاف عاداتهم حيث يجمعهم الفرح والتآخي وصلة الأرحام. فسواء كان الاحتفال عبر تناول الحلوى التقليدية أو أداء الرقصات الشعبية أو حتى المشاركة في مسابقات غير تقليدية مثل “معارك البيض”، يبقى العيد وقتًا للبهجة والتقارب ليكون عيدًا واحدًا بتقاليد متعددة لكنه يحمل دائمًا نفس الروح: روح المحبة والمودة.