
رويترز – أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قررت الانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) متهمة المنظمة بدعم قضايا “مستيقظة وانقسامية” لا تتماشى مع السياسات الأمريكية في خطوة تُعيد تكرار قرار مماثل اتخذه ترامب خلال ولايته الأولى قبل أن يتراجع عنه الرئيس جو بايدن.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي أن اليونسكو “تروّج لأجندات ثقافية واجتماعية لا تعكس القيم التي صوت من أجلها الأمريكيون” فيما اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية المنظمة بتبني “أجندة أيديولوجية عالمية تتعارض مع سياسة (أمريكا أولا)” مشيرة إلى أن قبول عضوية فلسطين كان “خطوة إشكالية ساهمت في تصاعد الخطاب المعادي لإسرائيل”.
ومن المقرر أن يدخل الانسحاب حيّز التنفيذ نهاية العام المقبل، وفق ما أعلنته واشنطن.
من جانبها، أعربت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي عن أسفها للقرار لكنها أوضحت أنه كان متوقعا وتم الاستعداد له مؤكدة أن المنظمة “شهدت تغيرات كبيرة خلال السنوات الماضية وأن التوترات السياسية تراجعت بشكل ملحوظ”.
وفي أولى ردود الفعل الدولية، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه “الثابت” لليونسكو مؤكدا أن انسحاب واشنطن لن يؤثر على التزام فرنسا. كما انتقدت الصين القرار الأمريكي واعتبرته “غير مسؤول” مشيدة بدور اليونسكو في تعزيز التعاون الدولي.
في المقابل، رحبت إسرائيل بالخطوة إذ وصف سفيرها لدى الأمم المتحدة داني دانون المنظمة بأنها “منحازة بشكل دائم ضد إسرائيل” فيما شكر وزير الخارجية جدعون ساعر واشنطن على “دعمها الأخلاقي وقيادتها”.
سياسيا، لقي القرار انتقادات داخلية من بعض الديمقراطيين إذ وصفت السيناتورة جين شاهين القرار بأنه “قصير النظر” محذرة من أنه يمنح الصين فرصة أكبر للهيمنة على المنظمة.
يُذكر أن الولايات المتحدة كانت من الأعضاء المؤسسين لليونسكو عام 1945 لكنها انسحبت لأول مرة عام 1984 احتجاجا على ما اعتبرته سوء إدارة وتحيزا ضدها قبل أن تعود عام 2003 وتوقف تمويلها مجددا في 2011 بعد منح فلسطين عضوية كاملة. وفي 2017، انسحب ترامب من المنظمة قبل أن يعيدها بايدن في 2023.
اليونسكو المعروفة عالميا بإدارتها لقائمة التراث العالمي، تشرف حاليا على 26 موقعا أمريكيا من بينها “تمثال الحرية” و”الجراند كانيون” ضمن قائمة تضم أكثر من 1200 موقع حول العالم.
Web Desk