
عقب احتجاجات واسعة وضغوط مكثفة من المجتمع الدولي، بدأت صباح الأحد قوافل المساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، في وقت أعلنت فيه إسرائيل تعليقا مؤقتا لعملياتها العسكرية في ثلاث مناطق من القطاع لتسهيل مرور المساعدات.
وأفادت مصادر مصرية بأن عشرات الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية ومستلزمات البنية التحتية عبرت معبر رفح متجهة نحو غزة بدعم مشترك من مصر والإمارات العربية المتحدة. في الوقت نفسه، وصلت دفعات من شاحنات المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم حيث خضعت لعمليات تفتيش دقيقة باستخدام أجهزة إلكترونية ويدويا قبل السماح لها بالدخول.
الهلال الأحمر المصري أطلق قافلة “زاد العزة” التي تضم أكثر من 100 شاحنة محمّلة بنحو 1,200 طن من المواد الغذائية بينها 840 طنا من الدقيق و450 طنا من المواد الغذائية المتنوعة في إطار الجهود المصرية لدعم سكان غزة المحاصرين.
جاءت هذه التحركات عقب إعلان الجيش الإسرائيلي عن تعليق مؤقت للأعمال العسكرية في مدينة غزة شمالا ودير البلح وسط القطاع والمواصي جنوبا يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الثامنة مساءً. وأوضح المتحدث العسكري الإسرائيلي أن القتال سيستمر خارج هذه المناطق محذرا المدنيين من مغادرة الممرات الإنسانية المعلنة.
كما أعلن الجيش عن استئناف عمليات إسقاط المساعدات جوا على غزة بالتعاون مع دول ومنظمات دولية حيث شملت أولى عمليات الإسقاط سبع حمولات تحوي دقيقا وسكرا وأغذية معلبة. وشدد البيان العسكري على أن مسؤولية توزيع المساعدات تقع على عاتق الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية.
ميدانيا، أفادت مصادر طبية فلسطينية بوفاة طفلة نتيجة سوء التغذية صباح الأحد، في حين قُتل 38 شخصا بينهم 24 كانوا ينتظرون وصول المساعدات منذ ساعات الفجر.
في سياق متصل، أكدت تقارير عبرية أن إسرائيل منحت حركة حماس مهلة قصيرة قبل اتخاذ قرار بشأن مستقبل المفاوضات وسط حديث عن خطط عسكرية جاهزة للتنفيذ حال تعثرت المحادثات.
إقرأ أيضا: لماذا تستهدف إسرائيل أطفال غزة؟
على الصعيد الدولي، تصاعدت موجة الاحتجاجات ضد إسرائيل في عدة عواصم حيث شهدت تل أبيب مظاهرات تطالب بوقف إطلاق النار فورا فيما عمّت مظاهرات مماثلة نيويورك، لندن، لاهاي، هامبورغ، بيروت، كوبن هیغن وهلسنكي. وركّز المحتجون على المطالبة بفتح معبر رفح بشكل فوري ودائم ووقف استخدام “الجوع كسلاح حرب”.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 59,700 شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، في وقت تحذر فيه منظمات حقوقية من كارثة إنسانية وشيكة ما لم يتم رفع الحصار بشكل كامل والسماح بإيصال المساعدات دون قيود.