اقتصادالأمن السيبرانيالعملات الرقمية

“آركهام” تكشف: سرقة بتكوين بـ14.5 مليار دولار ظلّت طي الكتمان 4 سنوات

تعبيرية (insidebitcoins)

في واقعة وُصفت بأنها أكبر عملية اختراق في تاريخ العملات الرقمية، أعلنت شركة “آركهام إنتليجنس” عن تفاصيل سرقة غير مسبوقة استهدفت مجمع تعدين صيني يُدعى “لوبيان” حيث تم الاستيلاء على أكثر من 127 ألف عملة “بتكوين” (Bitcoin) في عملية تعود إلى ديسمبر 2020، لكنها بقيت طي الكتمان حتى اليوم.

وأفاد تقرير نشره موقع “Crypto News” أن القيمة الأصلية للعملات المسروقة آنذاك قُدرت بنحو 3.5 مليار دولار إلا أن ارتفاع أسعار “البتكوين” لاحقا رفع القيمة السوقية للمسروقات إلى 14.5 مليار دولار لتُصبح هذه السرقة الأضخم على الإطلاق في سوق العملات المشفرة متجاوزة حادثة اختراق منصة “Bybit” التي بلغت خسائرها 1.5 مليار دولار في فبراير الماضي.

ووفقاً للتحقيقات، فإن مجمع “لوبيان” الذي كان يدير منشآت تعدين في الصين وإيران كان يسيطر على نحو 6% من إجمالي قوة تعدين “البتكوين” عالميا. وفي 28 ديسمبر 2020، تعرّض المجمع لاختراق أمني خطير حيث تم سحب أكثر من 90% من أرصدته الرقمية في معاملة واحدة تبعتها سرقة إضافية بعد يومين من عنوان مرتبط بشبكة “Omni Layer“.

المثير أن الحادثة لم يتم الإعلان عنها من قِبل المجمع أو حتى من قِبل المخترقين، فيما بقيت الأرصدة المسروقة في حالة “سبات” حتى يوليو 2024 حين لاحظ الباحثون عملية دمج مثيرة للشكوك لهذه الأموال.

وكشفت “آركهام” أن إدارة “لوبيان” أرسلت أكثر من 1500 رسالة رقمية عبر معاملات “OP_RETURN” أهدرت خلالها 1.4 “بتكوين” في مساعٍ حثيثة لاسترجاع الأرصدة المسروقة أو التواصل مع منفّذي الهجوم وهو ما يؤكد أن الواقعة حقيقية وليست خدعة.

وترجّح الشركة أن المجمع استخدم خوارزمية ضعيفة لتوليد المفاتيح الخاصة ما جعله عرضة لهجمات “القوة الغاشمة” (Brute Force)، مشيرة إلى أن “لوبيان” لا يزال يحتفظ بـ11,886 “بتكوين” تُقدّر قيمتها بنحو 1.35 مليار دولار.

حتى لحظة الكشف عن تفاصيل العملية، لم يُقدم المخترق على تحريك الأرصدة المسروقة ليُصبح بذلك ضمن قائمة أكبر 13 مالكا للبتكوين عالميا.

وأعادت هذه الواقعة تسليط الضوء على هشاشة البنية الأمنية لبعض مجمعات التعدين التقليدية وسط دعوات متزايدة لتحديث أنظمة حماية المفاتيح الرقمية، خاصة في ظل الارتفاع المستمر في قيمة العملات المشفرة وتوسع استخدامها في الاقتصاد العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا