
أعادت قناة بنما الممر المائي الاستراتيجي الذي يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ إثارة الجدل على الساحة الدولية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي دعا فيها إلى إعادة القناة تحت السيطرة الأميركية متهمًا الصين بالتغلغل في إدارتها.
بدأت قصة القناة عام 1903 حين دعمت الولايات المتحدة انفصال بنما عن كولومبيا لبناء هذا المشروع الضخم. اكتمل بناء القناة بعد عقد من الزمان لتصبح إنجازًا هندسيًا عالميًا، لكنها أدت أيضًا إلى استغلال اقتصادي لبنما مما تسبب في احتجاجات وصدامات عنيفة أبرزها في عام 1964.
وفي عام 1977، تم التوصل إلى اتفاق بين الرئيس الأمريكي جيمي كارتر وزعيم بنما “عمر توريخوس” يقضي بنقل القناة إلى إدارة بنما بحلول نهاية القرن. إلا أن الولايات المتحدة احتفظت بحق التدخل العسكري لحماية حياد الممر.
مع اقتراب موعد تسليم القناة في 1999 بدأت الحكومة البنمية بخصخصة أصولها المرتبطة بالقناة ما سمح لشركة “هاتشيسون وامبوا” الصينية بالفوز بعقود تشغيل ميناءين استراتيجيين. أثار هذا التحرك قلق واشنطن وسط اتهامات بأن الصين تحاول توسيع نفوذها في المنطقة.
رغم ذلك، فإن القناة اليوم تحت إدارة هيئة قناة بنما وليس للصين دور مباشر في تشغيلها. ومع ذلك فإن استثمارات الصين الكبيرة في مشاريع البنية التحتية في أمريكا اللاتينية ضمن مبادرة “الحزام والطريق” تزيد من حدة المخاوف الأمريكية بشأن السيطرة على الممر الذي يمر عبره 5% من التجارة العالمية.
يتزامن تصاعد التوترات مع توسعات جديدة في القناة لاستيعاب السفن الأكبر حجمًا ما يعزز أهميتها الاقتصادية. ومع وجود الصين كلاعب رئيسي في المنطقة يبقى الصراع حول القناة جزءًا من التنافس الاستراتيجي الأكبر بين بكين وواشنطن.
المصدر: العربية