اخر الاخبار

قطر: الهجوم الإسرائيلي “إرهاب دولة” وسيادتنا خط أحمر

رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي بعد الغارات الإسرائيلية على الدوحة، 9 سبتمبر 2025. (AFP)

الوكالات – تعرضت العاصمة القطرية اليوم الثلاثاء لهجوم جوي إسرائيلي استهدف اجتماعا لقيادات حركة حماس في حي كتارا خلال مناقشتهم مقترحا أمريكيا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وأسفر القصف الذي نفذته نحو 15 طائرة مقاتلة عن مقتل خمسة أشخاص بينهم همام الحية نجل الدكتور خليل الحية رئيس المكتب السياسي للحركة فيما نجا عدد من قيادات الوفد المفاوض.

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن وصف العملية بأنها “إرهاب دولة وهجوم غادر” مؤكدا أن بلاده لن تتهاون في حماية سيادتها وأنها تحتفظ بحق الرد على ما جرى. وأعلن تشكيل فريق قانوني برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور محمد الخليفي لمتابعة الملف على المستوى الدولي مشيرا إلى أن الهجوم الإسرائيلي قوّض كل فرص السلام في المنطقة.

حركة حماس أكدت في بيان أن الجيش الإسرائيلي فشل في اغتيال وفدها المفاوض مشيرة إلى أن الضربة استهدفت مقر اجتماعهم بالتزامن مع جهود الوساطة القائمة. إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت أن التخطيط للعملية بدأ منذ نحو عام وأن توقيت التنفيذ جاء بسبب اجتماع نادر لقادة الحركة في الدوحة بعد مغادرتهم تركيا.

وزارة الخارجية القطرية نفت تلقي أي إشعار مسبق بالهجوم وأكد المتحدث باسمها الدكتور ماجد الأنصاري أن الاتصال الأمريكي وصل بعد وقوع الانفجارات.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى اتصالا هاتفيا بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أدان فيه الاعتداء ووصفه بالخرق الصارخ لسيادة دولة حليفة. وأكد ترامب أن القرار اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من طرف واحد وأن الضربة لا تخدم مصالح إسرائيل ولا واشنطن.
وكشف أنه أوفد مبعوثه ستيف ويتكوف لإبلاغ الدوحة بالهجوم لكنه وصل بعد فوات الأوان مضيفا أنه وجّه وزير الخارجية ماركو روبيو لاستكمال اتفاقية التعاون الدفاعي مع قطر.

البيت الأبيض أكد بدوره أن الولايات المتحدة لم توافق على الضربة وقالت المتحدثة كارولاين ليفيت إن استهداف قطر “لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا” مضيفة أن الرئيس أبلغ الدوحة بأن مثل هذا الهجوم لن يتكرر على أراضيها.

أمير قطر شدد خلال اتصاله بترامب على أن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات لحماية أمنها وسيادتها متهما إسرائيل بانتهاك القوانين الدولية وتهديد الاستقرار الإقليمي. ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ومحاسبة المعتدين مؤكدا استمرار جهود بلاده في الوساطة رغم الاعتداء.

الهجوم أثار موجة واسعة من الإدانات الإقليمية والدولية. السعودية أعربت عن استنكارها الشديد للعملية وأكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اتصال مع أمير قطر وقوف المملكة الكامل إلى جانب الدوحة واستعدادها لتقديم كافة أشكال الدعم. كما صدرت مواقف متطابقة من دول مجلس التعاون الخليجي شددت على أن أمن المجلس وحدة لا تتجزأ. الأمين العام جاسم البديوي وصف الهجوم بأنه جريمة تمثل خرقا للقوانين والمعاهدات الدولية وتستوجب تحركا فوريا من المجتمع الدولي.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت قيادات “مسؤولة عن هجوم السابع من أكتوبر وإدارة الحرب ضد إسرائيل” بينما قالت السلطات القطرية إن القصف أصاب مباني سكنية تضم قيادات الحركة.

التطورات الأخيرة تضع المنطقة أمام أزمة جديدة، إذ جاءت الضربة في وقت كانت قطر تواصل فيه جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل المفاوضات وفرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى