
أكد نائب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لامي أن اعتراف لندن بدولة فلسطين لا يعني قيام دولة مستقلة على الفور بل يمثل خطوة لدفع مسار المفاوضات السياسية. وقال لامي إن الاعتراف يعد “إجراءً دبلوماسيا مهما” لكنه لا يترتب عليه مباشرة إقامة حدود أو مؤسسات حكومية وأمنية فلسطينية موضحا أن بلاده ستعمل مع جميع الأطراف لتقريب وجهات النظر واستئناف المفاوضات.
ورحبت القيادة الفلسطينية بالموقف البريطاني بينما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية “غير مفيد” مؤكدة أن الحل لا يتحقق إلا عبر المفاوضات المباشرة. ويرى محللون أن الاعتراف الدولي المتزايد يشكل ضغطا سياسيا على إسرائيل لكنه لا يكفي لتحقيق نتائج ملموسة من دون اتفاقات عملية على الأرض.
الخطوة البريطانية جاءت منسقة مع كندا وأستراليا حيث أعلنت الدول الثلاث اعترافها الرسمي بدولة فلسطين قبل يوم من انعقاد مؤتمر سعودي فرنسي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أكد أن حكومته تعترف بفلسطين دولة مستقلة متهما إسرائيل بإجهاض فرص قيام الدولة الفلسطينية. وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر أن الاعتراف يهدف إلى “إحياء آمال السلام” مؤكدا أن حماس “منظمة إرهابية لا مكان لها في مستقبل الدولة الفلسطينية” معلنا عن عقوبات على شخصيات مرتبطة بها وداعيا إسرائيل إلى وقف “الأعمال الوحشية في غزة”. أما الموقف الأسترالي فجاء متوافقا مع التشديد على استبعاد حماس من أي دور مستقبلي.
من جانبه، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الخطوات محذرا من أن إقامة دولة فلسطينية “خطر على وجود إسرائيل وجائزة للإرهاب” مؤكدا أن حكومته ستخوض مواجهة سياسية في الأمم المتحدة وسائر المحافل الدولية.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا المجتمع الدولي إلى عدم الخضوع للتهديدات الإسرائيلية منتقدا السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى “تدمير غزة وضم الضفة الغربية”.
ويأتي هذا الحراك بعد إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية واسعة “إعلان نيويورك” وهو مبادرة سعودية فرنسية تضع خطوات عملية وجدولا زمنيا لإحياء حل الدولتين. وحتى الآن، تعترف 149 دولة من أصل 193 عضوا في الأمم المتحدة بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1988.
Web Desk