اخبار سياسة

خطاب ترامب في نيويورك.. حملة انتخابية بواجهة دبلوماسية داخل قاعة الأمم المتحدة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025. (وكالات)

ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابا مثيرا للجدل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حمل فيه انتقادات واسعة للمنظمة الدولية وحلفاء واشنطن في أوروبا وكندا معتبرا أن سياسات الهجرة والطاقة المتجددة تمثل تهديدا خطيرا لبقاء الغرب.

الأمم المتحدة “كلمات فارغة”
ترامب اتهم المنظمة الدولية بالعجز عن أداء دورها الأساسي في حل النزاعات قائلا إنها “تملك إمكانات هائلة لكنها لا تحققها” مضيفا: “الكلمات الفارغة لا تنهي الحروب”. وأشار إلى أن الأمم المتحدة لم تتدخل في نزاعات كبرى نجحت إدارته في المساهمة بوقفها مثل النزاع بين الهند وباكستان، وأذربيجان وأرمينيا، وإسرائيل وإيران.

ولم يخفِ ترامب استياءه من رفض المنظمة مشروعه في أوائل الألفية لإعادة بناء مقرها الرئيسي في نيويورك مؤكدا أن البديل الذي تم اعتماده أدى إلى “تجاوزات مالية ضخمة”.

الهجرة والهوية الغربية
الهجوم الأشد في خطاب ترامب جاء على سياسات الهجرة في أوروبا حيث اعتبر أن الحدود المفتوحة “قضية سياسية أولى في عصرنا” محذرا من أن استمرارها “سيؤدي إلى موت أوروبا الغربية”. واتهم الأمم المتحدة بأنها تساعد المهاجرين غير الشرعيين في دخول الولايات المتحدة واصفا ذلك بأنه “اعتداء على سيادة الدول الغربية وحدودها”.

وأكد أن إدارته نجحت في وقف الهجرة غير النظامية قائلا: “لقد حللتها وتوقفت”.

الطاقة والمناخ.. “خدعة كبرى”
ترامب عاد لخطابه التقليدي الرافض لسياسات المناخ ووصف تغيّر المناخ بأنه “خدعة”، هاجم مشاريع الطاقة المتجددة في بريطانيا وأوروبا خصوصا طاقة الرياح والطاقة الشمسية واعتبرها “احتيالا يدمّر التراث”.

الأسلحة النووية.. “الخطر الأكبر”
في جانب الأمن العالمي، شدد ترامب على أن الأسلحة النووية تمثل التهديد الأخطر على البشرية. وأكد أن هذه الأسلحة “أصبحت قوية إلى درجة أننا لا نستطيع استخدامها” محذرا من أن استخدامها سيؤدي إلى “نهاية العالم”. كما تباهى بضربات عسكرية أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية قائلا إن قدرة طهران على التخصيب “تم تدميرها”.

القضية الفلسطينية وموقف الحلفاء
لم يسلم حلفاء واشنطن من انتقادات ترامب، إذ هاجم بشدة اعتراف فرنسا وبريطانيا وكندا بدولة فلسطين معتبرا ذلك “مكافأة لحركة حماس على جرائمها”.

تحليل الخطاب
خطاب ترامب جاء أقرب إلى حملة انتخابية منه إلى خطاب دبلوماسي أمام الجمعية العامة إذ ركز على شعارات قومية وانتقادات حادة للنظام الدولي الحالي. استهدف المنظمة الدولية نفسها، حلفاء الولايات المتحدة في الغرب وسياسات الهجرة والطاقة التي يتبناها قادة أوروبيون.
الرسالة الأساسية التي سعى ترامب لإيصالها هي أن الأمم المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدورها وأن الولايات المتحدة وحدها، في عهده، كانت صاحبة القرار في وقف النزاعات والتصدي للتهديدات.
إلا أن خطابه كشف أيضا عن توجه انعزالي يحمّل حلفاء واشنطن جزءا كبيرا من المسؤولية عن تراجع النفوذ الغربي وهو ما قد يزيد من الانقسام داخل معسكر الديمقراطيات الغربية.

فريق UrKish News
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى