
فاز زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CDU-CSU) فريدريش ميرتس في الانتخابات الفيدرالية الألمانية مما مهد الطريق أمامه لتولي منصب المستشار الاتحادي في ألمانيا. ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه العالم تحولات جيوسياسية كبيرة وسط تزايد التوتر في العلاقات الأوروبية الأمريكية.
وحصل تحالف CDU/CSU على 29% من الأصوات ليؤكد بذلك عودة المحافظين إلى قيادة أكبر اقتصاد في أوروبا. وفي أول تصريحاته عقب الفوز، شدد ميرتس على أهمية تقوية أوروبا واستقلالها الاستراتيجي قائلًا: “أولويتي المطلقة هي تعزيز قوة أوروبا لنتمكن تدريجيًا من تحقيق استقلال حقيقي عن الولايات المتحدة.”
وأثارت نتائج الانتخابات الألمانية ردود فعل واسعة في أوروبا والعالم. حيث سارع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته إلى تهنئة ميرتس عبر منصة “إكس” مؤكدًا أهمية تعزيز الإنفاق الدفاعي الأوروبي، ومضيفًا: “نتطلع إلى العمل معكم في هذه الأوقات الصعبة لأمننا المشترك.”
من جهتها، شددت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة مشيرة إلى أن برلين تلعب دورًا حاسمًا في القرارات الأوروبية القادمة.
يترقب المسؤولون الفرنسيون تغيير القيادة في ألمانيا حيث رأى المحلل السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كاميل غرانت أن العلاقات بين برلين وباريس كانت في أدنى مستوياتها خلال عهد المستشار السابق أولاف شولتس متوقعًا أن تشهد المرحلة القادمة تحسنًا ملحوظًا في التعاون الثنائي.
في المقابل، أعرب وزير خارجية ليتوانيا كيستوتيس بودريس عن قلقه من حديث ميرتس عن تحقيق استقلال كامل عن واشنطن مؤكدًا أن أوروبا لا تزال بحاجة إلى الحماية الأمريكية في الوقت الحالي. وأضاف في تصريحات لـ DW: “حتى لو بدأنا بزيادة ميزانياتنا الدفاعية اليوم فلن نتمكن من الوصول إلى مستوى القدرات الأمريكية في السنوات القليلة القادمة.”
ومع تولي ميرتس منصب المستشار، يترقب العالم توجهات السياسة الخارجية الألمانية ومدى قدرته على قيادة أوروبا في مرحلة تشهد تغيرات استراتيجية عميقة.