رعايت الله فاروقي

فوجئ المجتمع الإسرائيلي بتأثير عميق لوقف إطلاق النار في غزة حيث كان لتنفيذه وقع غير متوقع على نفوس المواطنين والسياسيين على حد سواء. مع بدء تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، كانت التوقعات في إسرائيل تشير إلى أن حماس ستنتقم من رهائنها الإسرائيليين عبر التعذيب الجسدي أو النفسي وهو ما دفعهم إلى تجهيز سيارات الإسعاف والمستشفيات العسكرية في حالة الطوارئ إلا أن ما حدث كان مفاجأة مدوية.
ظهرت النساء الأربع من بين الأسرى في مشهد غير متوقع، بدت ملامحهن مليئة بالفرح والراحة وكأنهن عادوا من جولة سياحية لا من تجربة مريرة في الأسر. بدت صحتهن جيدة ولغة أجسادهن مشبعة بالراحة والطمأنينة ما أثار دهشة الإعلام الغربي بما في ذلك قناة BBC التي لم تستطع إخفاء دهشتها خلال البث المباشر. هذا المشهد كشف أن كل ما كان يُقال عن حماس في الإعلام الإسرائيلي كان بعيدًا عن الحقيقة.
ما زاد من تعجب العالم هو أن هؤلاء النساء قد سجلن رسالة شكر لحماس قبل الإفراج عنهن ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي مما جعل الكثيرين يتساءلون عن حقيقة ما يحدث في غزة. الرسائل التي أرسلنها كانت مليئة بالامتنان ولغة أجسادهن أكدت على أن هذا الموقف لم يكن ناتجًا عن أي ضغط أو قسر.
على الصعيد السياسي، كان لهذا الحدث تأثير كبير على الرأي العام الإسرائيلي. بدأ المواطنون الإسرائيليون يعبرون عن شكوكهم في الرواية التي قدمها الإعلام الغربي والإسرائيلي حول حماس. فقد قُتل أكثر من 50 ألف شخص في غزة ومع ذلك لم يظهر أي انتقام من حماس تجاه الرهائن بل حافظت على حياتهم وصحتهم بشكل جيد.
فقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في وقت سابق عن “الانتصار” على حماس وأكد أنه تم القضاء عليها وتدمير شبكة أنفاقها. لكن في يوم تبادل الأسرى ظهرت حماس مجددًا وانتشرت قواتها المسلحة في جميع أنحاء غزة مما أكد سيطرتها على القطاع. وظهرت مشاعر الفخر والدعم من قبل أهالي غزة تجاه حماس ما أظهر أن المجزرة الإسرائيلية لم تؤثر على العلاقة بين حماس وأهل غزة.
وفي تعليقه على هذه الأحداث، قال “دانييل ليفي” المفاوض الإسرائيلي السابق: إن هذا المشهد كان له تأثير كبير على نفسية الإسرائيليين وأضاف في مقابلة له: “لقد ثبت أن حماس هي القوة الأقوى في هذا الصراع وأن كل ما تم ترويجه في الإعلام الغربي والإسرائيلي كان بعيدًا عن الحقيقة”.
وتبقى الشهادة التي قدمها ليفي بمثابة تأكيد على تفوق حماس كما قال الشاعر العربي قديمًا: “الفضل ما شهدت به الأعداء”.
المصدر: المقال باللغة الأردية وتم تلخيصه باللغة العربية بواسطة عبدالرؤوف حسين والآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.