آراء و مقالاتاخبار سياسة

الولايات المتحدة ليست مستقطبة بل متشرذمة في عصر “فرط التعددية”

صورة: W&M

رغم الحديث المستمر عن الانقسام السياسي الحاد في الولايات المتحدة يشير تحليل جديد نشره موقع The Hill إلى: أن المشكلة لا تكمن فقط في الاستقطاب بين اليمين واليسار، بل في تفكك المجتمع الأمريكي إلى فصائل سياسية متعددة لكل منها أجندتها الخاصة.

تشير التقارير إلى أن الظاهرة التي يمكن تسميتها بـ”فرط التعددية” (hyperpluralism) تعكس واقعًا جديدًا، حيث أصبح لكل مجموعة منصتها الإعلامية وأدواتها التنظيمية وقاعدتها الجماهيرية مما أدى إلى تفكك الإجماع السياسي التقليدي.

وتتجلى هذه الظاهرة بشكل واضح في وسائل التواصل الاجتماعي التي سهّلت عمليات التنظيم السياسي، لكنها في الوقت ذاته زادت من حدة الانقسامات حيث بات بإمكان السياسيين تجاوز النخب الحزبية والوصول مباشرة إلى الناخبين مما أدى إلى صعود شخصيات سياسية مؤثرة مثل ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز ونانسي ميس، وحركات مثل “حياة السود مهمة” و”قوافل الحرية”.

كما انعكست هذه التعددية المتزايدة على المشهد السياسي الأمريكي من خلال حركات احتجاجية وأحداث مفصلية مثل “احتلوا وول ستريت” وأعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير وصعود تيارات جديدة كـ”حزب الشاي” و”الفرقة” (The Squad)، إلى جانب الجدل المستمر بين مناهضي اللقاحات والمؤسسة الطبية.

ويرى محللون أن هذه التحولات تطرح تحديات كبيرة أمام الديمقراطية الأمريكية حيث بات التوافق على قضايا وطنية كبرى أكثر صعوبة، وسط تباين شديد في المواقف حول قضايا مثل السياسة الخارجية والرعاية الصحية وحتى تفسير الأحداث السياسية.

وفي ظل هذه الانقسامات، يواجه النظام السياسي الأمريكي اختبارًا حقيقيًا. فبينما كان من المفترض أن يحقق التنوع السياسي توازنًا يخدم الصالح العام يبدو أن التعددية المفرطة أصبحت عائقًا أمام إيجاد حلول موحدة للقضايا الرئيسية.

ومع استمرار تصاعد هذه الظاهرة يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتمكن المؤسسات الديمقراطية الأمريكية من الصمود أمام هذه الانقسامات المتزايدة أم أن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي؟

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا