
كشف يوسي كوهين، المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد“، في كتابه الأخير “بالأحابيل تصنع لك حربا” (النسخة الإنجليزية بعنوان “سيف الحرية: إسرائيل الموساد والحرب السرية”) عن دوره في وضع خطة لترحيل نحو مليون ونصف المليون فلسطيني من قطاع غزة إلى سيناء المصرية خلال الحرب الأخيرة مشيرا إلى أن الهدف كان مؤقتا وليس دائما.
وأوضح أن الكابنيت الإسرائيلي وافق على الخطة لكنه واجه رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رغم محاولاته الحصول على ضمانات دولية من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والصين والهند لضمان طابع الترحيل المؤقت.
وأشار كوهين إلى أنه حاول إقناع العواصم العربية بالخطة لكنهم خافوا أن تتحول الهجرة المؤقتة إلى دائمة فاقترح عليهم تقديم ضمانات دولية. كما كشف أنه كان من الممكن أن يتولى بنفسه قيادة مفاوضات صفقة تبادل أسرى لكن زملاءه في الأجهزة الأمنية أجهضوا هذه الفكرة.
ويستعرض كوهين في كتابه أساليب عمل الموساد وطرق تجنيد العملاء مشيرا إلى أنه تولى أدوارا متنوعة أثناء مهامه الاستخباراتية، منها دور “خبير آثار” في لبنان و”تاجر شاي” في السودان. ويشرح كيف يعتمد الموساد على نقاط الضعف البشرية لتحقيق أهدافه بما في ذلك الدوافع المالية والعاطفية والأيديولوجية مؤكداً أن الشعار الأساسي للجهاز هو “بالأحابيل تصنع لك حربا”.
وتطرق كوهين إلى الدعاية الإسرائيلية معتبرا أن فشلها سبب في الانتقادات الدولية لإسرائيل رغم العمليات العسكرية ضد حماس مشيرا إلى أن القادة الإسرائيليين يبتعدون عن الشعب ويفتقرون إلى التعاطف ما يقلل قدرتهم على إيصال المعاناة الحقيقية للراي العام العالمي والمحلي. وأكد أن العالم أصبح عرضة لدعاية حماس بسبب هذا الغياب للتواصل الإنساني.
كما استعرض كوهين جهود التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب موضحا دوره في كشف خلايا إرهابية في بلجيكا وأستراليا وتركيا رغم توترات العلاقات مع بعض الدول. وأشار إلى مساهمة الموساد في كشف عمليات إرهابية ومنع تفجيرات مشيدا بالتعاون مع الأجهزة الاستخباراتية العالمية.
ويختم كوهين كتابه بالتأكيد على أن القائد القوي يظهر قوته عبر تقديم التنازلات مستشهدا باتفاقيات السلام مع مصر بعد حرب 1973 واتفاق الإبراهيمي ومثنيا على القادة العرب الذين أبدوا رغبة بالسلام بعد إظهار القوة مؤكدا أن السلام الحقيقي يتحقق بعد القوة والتفاهم المتبادل.
المصدر: الشرق الأوسط




