آراء و مقالات

ترامب وغورباتشوف: هل يقود النزاع الداخلي أمريكا نحو مصير الاتحاد السوفيتي؟

مع بدء ولاية دونالد ترامب الثانية في يناير 2025 تزداد التساؤلات حول تأثير سياساته على مستقبل الولايات المتحدة داخليًا وخارجيًا. هل يمكن أن يتحول ترامب إلى النسخة الأمريكية من “ميخائيل غورباتشوف” الرجل الذي شهد العالم في عهده انهيار الاتحاد السوفيتي؟

صراع داخلي يعمق الانقسامات السياسية

منذ دخوله الساحة السياسية، عُرف ترامب بأسلوبه غير التقليدي وصدامه المستمر مع المؤسسات الأمريكية الراسخة. في الداخل يواجه معارضة شديدة من النخب السياسية ليست مجرد خلافات حزبية بل صراع بين رؤى متباينة لمستقبل البلاد. حادثة الإطاحة بكيفن مكارثي من رئاسة مجلس النواب في أكتوبر 2023 أبرزت هذا الانقسام مع تعليقات مثل “لتبدأ الحرب الأهلية” التي تعكس حدة الاستقطاب.

ترامب بطبيعته الصدامية، لن يتردد في استخدام أدوات الدولة لملاحقة خصومه السياسيين مما ينذر بمزيد من التصعيد. هذا النهج قد يحول السياسة الأمريكية من صراع أفكار إلى معركة شخصية تهدد استقرار الديمقراطية.

سياسة خارجية متأثرة بالفوضى الداخلية

على الصعيد الدولي، ستتأثر مكانة أمريكا العالمية بالفوضى الداخلية. في سابقة خطيرة سمح الرئيس السابق جو بايدن لأوكرانيا بشن هجمات داخل روسيا بأسلحة غربية في خطوة تعكس ارتباك السياسة الخارجية الأمريكية. ترامب يعتمد سياسة اقتصادية تقوم على الحروب التجارية وفرض الرسوم الجمركية لا سيما ضد الصين مما قد يفاقم التوترات الاقتصادية العالمية.

الدول الصاعدة مثل الصين وروسيا لم تعد تخشى العقوبات الأمريكية مما يحد من تأثير واشنطن على الساحة الدولية. في عالم يتغير بسرعة، لم تعد الولايات المتحدة القوة التي لا يمكن الاستغناء عنها.

ترامب وغورباتشوف: أوجه التشابه والاختلاف

يحاول البعض مقارنة ترامب بغورباتشوف، فكلاهما قاد بلاده في فترات اضطراب داخلي. بينما سعى غورباتشوف لإصلاح النظام السوفيتي يبدو أن ترامب يستغل الانقسامات لتعزيز نفوذه. الترامبية مثل البيريسترويكا تحاول إعادة تشكيل نظام سياسي مأزوم لكنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية.

أزمة الفكر المحافظ ومستقبل أمريكا

الترامبية ليست ثورة بقدر ما هي محاولة للحفاظ على القيم المحافظة في سياق جديد. لكنها تقدم حلولاً سطحية لمشاكل عميقة مما يجعلها غير قادرة على مواجهة تحديات العصر. إذا لم تتطور الحركة المحافظة لتشمل رؤية أكثر شمولية لدور الدولة فقد تواجه الولايات المتحدة مصيرًا مشابهًا لما حدث مع الاتحاد السوفيتي.

في النهاية، لا يتعلق الأمر بترامب وحده بل بأزمة هوية سياسية تعكس انقسامًا عميقًا في المجتمع الأمريكي. مستقبل أمريكا كقوة عظمى يعتمد على قدرتها على تجاوز هذه الانقسامات وبناء توافق جديد يتجاوز السياسات الشعبوية المؤقتة.

المصدر: المقال باللغة الإنجليزية وتم تلخيصه باللغة العربية بواسطة ثاقب حسين والآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا