آراء و مقالاتاخبار العالم

محاولات تهجير الفلسطينيين: مخططات قديمة تتجدد في سياق جديد

عبدالرؤوف حسين

صورة: newarab

لطالما كانت محاولات تهجير الفلسطينيين من وطنهم جزءًا من استراتيجية إسرائيلية تمتد جذورها إلى ما قبل تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948. هذه المخططات التي تتجدد بين الحين والآخر تتراوح بين اقتراحات نقل الفلسطينيين إلى دول مجاورة وصولًا إلى مشاريع تهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي في المنطقة.

منذ نكبة 1948، طرحت العديد من الخطط لإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم أبرز هذه المخططات كان “خطة إيجال آلون” عام 1967 التي اقترحت ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن و”خطة أرئيل شارون” عام 1970 التي كانت تهدف إلى نقل سكان قطاع غزة إلى سيناء. وفي الأعوام اللاحقة، ظهرت خطط أكثر تفصيلًا مثل “خطة جيورا أيلاند” عام 2004 لتوسيع قطاع غزة عبر ضم أراضٍ من سيناء و”خطة يوشع بن آريه” عام 2013 التي تضمنت إنشاء دولة فلسطينية في العريش.

في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في أكتوبر 2023 كشفت وثائق سرية لوزارة المخابرات الإسرائيلية عن خطط جديدة لتهجير سكان غزة إلى سيناء على مراحل، تشمل إقامة مخيمات مؤقتة في الأراضي المصرية. كما دعا معهد “مسجاف” الإسرائيلي إلى استغلال الأوضاع الراهنة لإخلاء القطاع بالكامل بدعم دولي لمصر مقابل قبول الخطة.

قوبلت هذه المخططات برفض فلسطيني شديد إذ تمسك الفلسطينيون بحق العودة إلى أرضهم. كما أكد المسؤولون في مصر والأردن رفضهم التام لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير أو إقامة “وطن بديل”. وأشارت الحكومتان المصرية والأردنية إلى أن هذه المخططات تشكل تهديدًا للأمن القومي وللسيادة الوطنية مؤكدتين على ضرورة التوصل إلى حل سياسي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

مؤخرًا، ظهرت دراسات إسرائيلية تشير إلى توسع مخططات تهجير الفلسطينيين لتشمل مناطق داخل مصر مثل توطين سكان غزة في مدينتي السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان. هذا التوسع يثير قلقًا واسعًا في العالم العربي ويعكس نوايا الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وخلق واقع ديموغرافي جديد.

رغم تعدد محاولات التهجير والتصفية التي تتبناها إسرائيل تظل المقاومة الفلسطينية الراسخة والمواقف الثابتة من الدول العربية خاصة مصر والأردن عائقًا أمام تنفيذ هذه المخططات. ومع فشل هذه المشاريع عبر العقود الماضية يبقى السؤال: هل يمكن لمخططات التهجير أن تنجح في المستقبل؟ أم أن الإرادة الشعبية العربية والفلسطينية ستظل قادرة على إفشالها؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا