نقص صوديوم الدم: وفاة مفاجئة لأب لثلاثة أطفال بسبب الإفراط في شرب الماء

في حادثة مأساوية تسلط الضوء على مخاطر تناول كميات زائدة من الماء خلال فترة قصيرة، توفي الأب لثلاثة أطفال شون أودونيل البالغ من العمر 59 عامًا إثر إصابته بتسمم الماء (Water Intoxication) بعد خضوعه لإجراء طبي روتيني في مستشفى سانت فينسينت الجامعي في دبلن.

وفقًا لما ورد في المحكمة، فإن الأطباء نصحوا أودونيل بشرب كميات كبيرة من الماء بعد العملية لكنه لم يتلق أي متابعة لمراقبة استهلاكه للسوائل ما أدى إلى انخفاض مستويات الصوديوم في جسمه بشكل خطير وهي حالة طبية تُعرف باسم نقص صوديوم الدم (Hyponatremia). وقد أسفر ذلك عن تورم الدماغ مما تسبب في تعرضه لنوبة قلبية أودت بحياته في نفس اليوم، بحسب تقرير نشرته صحيفة “Daily Mail” البريطانية.

ما هو نقص صوديوم الدم؟
يحدث نقص صوديوم الدم عندما تنخفض مستويات الصوديوم في الدم إلى حد خطير بسبب زيادة كمية الماء داخل الجسم. يؤدي هذا الخلل إلى تورم الخلايا، وهو أمر بالغ الخطورة عند حدوثه في الدماغ حيث يمكن أن يسبب ضغطًا داخليًا قاتلًا بسبب المساحة المحدودة داخل الجمجمة.

ما مقدار الماء الذي يشكل خطرًا على الصحة؟
يحذر الأطباء من أن شرب 1.4 لتر من الماء خلال ساعة واحدة قد يكون كافيًا لتحفيز نقص صوديوم الدم وهو ما قد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. وتختلف قدرة الجسم على التعامل مع الماء الزائد بناءً على عدة عوامل منها الحالة الصحية العامة للفرد ووظائف الكلى.

اعتراف بالتقصير وتعويض العائلة
اعترف مستشفى سانت فينسينت الجامعي بالتقصير في واجب الرعاية وعدم مراقبة كمية المياه التي شربها أودونيل وتم منح عائلته تعويضًا قدره 35,000 يورو (29,500 جنيه إسترليني) بسبب الأضرار النفسية التي لحقت بهم.

حالات سابقة لتسمم الماء
ليست هذه الحالة الأولى التي يُلقى فيها اللوم على تناول كميات زائدة من الماء في حدوث الوفاة:

في عام 2007، توفي ديفيد روجرز مدرب لياقة بدنية يبلغ من العمر 22 عامًا بعد شربه كميات كبيرة من الماء أثناء ماراثون لندن.

في عام 2003، فارقت آشلي سامرز أم لطفلين من ولاية إنديانا الحياة بعد شرب 2 لتر من الماء خلال 20 دقيقة.

يعتقد الباحثون أن بروس لي أسطورة الفنون القتالية، ربما توفي بسبب تسمم الماء حيث عانى من تورم في الدماغ وهو ما كان يُعتقد سابقًا أنه ناتج عن تناول المسكنات.

ما هي الأعراض التحذيرية؟
تشمل أعراض نقص صوديوم الدم:

الغثيان أو القيء
التعب والإرهاق
تشنجات أو ضعف العضلات
القلق أو التهيج
الصداع أو الارتباك
النوبات والتشنجات

من هم الأكثر عرضة للخطر؟
هناك بعض الفئات التي تكون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، من بينها:

الرياضيون الذين يشربون كميات كبيرة من الماء أثناء التمارين الشاقة.
الأشخاص الذين يتناولون أدوية تزيد من الشعور بالعطش مثل مضادات الاكتئاب.
مرضى الكلى الذين يجدون صعوبة في التخلص من السوائل الزائدة بسرعة.

كيف يمكن الوقاية من هذه الحالة؟
تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بشرب 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميًا أي ما يعادل حوالي 2 لتر، مع التأكد من أن لون البول يبقى أصفر باهتًا كدليل على الترطيب الجيد. كما يوصى بتناول الماء باعتدال خاصة بعد التمارين الرياضية أو العمليات الطبية، مع تجنب استهلاك كميات كبيرة خلال فترات زمنية قصيرة.

العلاج في حالة الطوارئ
إذا تم تشخيص نقص صوديوم الدم في مرحلة مبكرة يمكن علاجه عن طريق:

إعطاء محلول وريدي يحتوي على الصوديوم لاستعادة التوازن في الجسم.
تناول أدوية خاصة تساعد على تنظيم مستويات السوائل.

بينما يُعد شرب الماء أمرًا ضروريًا لصحة الجسم إلا أن الإفراط فيه خلال فترة قصيرة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة. من الضروري توخي الحذر والحرص على شرب السوائل بكميات معتدلة مع متابعة أي أعراض غير طبيعية قد تنذر بخطر صحي يستوجب التدخل الطبي الفوري.