اخبار سياسة

تورط مستشاري نتنياهو في فضيحة “قطر جيت” يثير أزمة سياسية في إسرائيل

من اليسار إلى اليمين: جوناتان يوريش، إيلي فيلدشتاين، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (Flash90)

اعتقلت السلطات الإسرائيلية يوم الاثنين مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المقربين جوناثان يوريش مستشار الإعلام وإيلي فيلدشتاين المتحدث العسكري في إطار التحقيقات المستمرة في فضيحة “قطر جيت” (Qatargate) التي تمثل واحدة من أخطر القضايا السياسية التي تهز الحكومة الإسرائيلية في الوقت الراهن.

يُشتبه في أن يوريش وفيلدشتاين متورطان في قضايا عدة، من أبرزها التواصل مع عملاء أجانب وغسل الأموال وتلقي رشاوى والاحتيال وخرق الأمانة. التحقيق الذي تشرف عليه الشرطة الإسرائيلية يأتي في إطار شبهات حول تورط مساعدي نتنياهو في علاقات غير قانونية مع مسؤولين قطريين تم الكشف عنها لأول مرة في نوفمبر الماضي من خلال صحيفة “هآرتس“.

الفضيحة تتعلق بالعلاقات التي أقامها مستشارا نتنياهو مع الحكومة القطرية قبيل استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022. إذ تبين أن يوريش وفيلدشتاين من خلال شركتهما الإعلامية “بيرسيبشن” قد قدما خدمات لتجميل صورة قطر في وسائل الإعلام الإسرائيلية وزيّنا دورها في الساحة الدولية كداعم للسلام والاستقرار، بحسب تقرير نشره موقع “Middle East Eye“.

كما تضمن التحقيق تورط مستشارين آخرين في الترويج لعلاقات قطر مع إسرائيل حيث قاموا بتنظيم زيارات لصحفيين إسرائيليين إلى الدوحة في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقة بين البلدين.

التطورات الأخيرة تشير إلى أن الشرطة قد تستدعي مزيدًا من الصحفيين للتحقيق معهم في سياق القضية بعدما تم استدعاء أحد الصحفيين للاستجواب حول تورطه المحتمل. ولا يزال التحقيق محاطًا بحظر نشر يمنع الكشف عن تفاصيل إضافية مما يزيد من تعقيد القضية التي قد تطيح بمستشاري نتنياهو.

في وقت لاحق، كشفت التحقيقات عن تورط فيلدشتاين في تحسين صورة قطر في إسرائيل فيما يتعلق بدورها في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس. في هذا السياق، تم الكشف عن أن فيلدشتاين كان قد نظم زيارة إلى قطر لزيارة صحفيين إسرائيليين خلال فترة الحرب على غزة في خطوة تهدف إلى تحسين الصورة العامة لدور قطر في تلك المفاوضات.

على الرغم من خطورة الاتهامات الموجهة إلى مستشاريه، لم يتوانَ نتنياهو في الدفاع عنهم حيث وصف التحقيق بأنه “حملة سياسية” تهدف إلى إسقاط حكومته. في تصريحاته الأخيرة، هاجم نتنياهو الأجهزة الأمنية الإسرائيلية متهمًا جهاز “الشين بيت” (Shin Bet) بالتدخل في السياسة الداخلية وإضعاف النظام القانوني في البلاد.

وقال نتنياهو: “ما يحدث هنا ليس تحقيقًا بل محاولة لإزاحة إرادة الشعب وحكم البيروقراطيين”. كما أشار إلى أن الأجهزة الأمنية تحاول السيطرة على مجريات الأمور بما يتوافق مع مصالحها الخاصة. ومن الجدير بالذكر أن نتنياهو كان قد أعلن في وقت سابق عن عزمه إقالة رئيس جهاز “الشين بيت” رونين بار في خطوة اعتبرها العديد من المراقبين محاولة للحد من التحقيقات الجارية.

النقد الحاد الذي وجهه نتنياهو ضد جهاز “الشين بيت” يعكس توترًا سياسيًا داخليًا حادًا. ومن الواضح أن رئيس الحكومة يعاني من ضغوطات شديدة سواء من داخل الائتلاف الحكومي أو من المعارضة ما يهدد استقرار حكومته. وحسب المحللين، فإن نتنياهو قد يسعى لاتخاذ خطوات سياسية وعسكرية قد تكون بمثابة محاولة لإبعاد القضية عن الأجندة العامة وإلهاء الرأي العام عن تطورات التحقيق.

تستمر فضيحة “قطر جيت” في التأثير بشكل كبير على الساحة السياسية في إسرائيل حيث تتزايد الشكوك حول تورط مستشاري نتنياهو في قضايا فساد وتشويه للسمعة. وبينما يتمسك نتنياهو بنفي التهم الموجهة إليه ومستشاريه، يبدو أن التحقيقات قد تتسارع مما يهدد بتفجير أزمة سياسية قد تطيح بحكومته.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا