
(رويترز) – أطلقت الصين مؤخرًا جولة جديدة من المناورات العسكرية حول تايوان والتي أُعلن عن تسميتها بـ “رعد المضيق 2025“. تأتي هذه المناورات في وقت حساس، حيث تصفها الصين بأنها “تحذير صارم” ضد الانفصاليين وسط تزايد المخاوف من تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة. وبالرغم من هذا التصعيد، تظل القضايا المتعلقة بسيادة تايوان والوضع العسكري في المنطقة واحدة من أكثر المواضيع حساسية في السياسة العالمية.
منذ الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، تعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها وفقًا لمبدأ “الصين الواحدة” وتصر على ضرورة إعادة تايوان إلى سيادتها بالقوة إذا لزم الأمر. وعلى الرغم من ذلك، ترفض الحكومة التايوانية بشدة هذه الادعاءات حيث تؤكد أن تايوان دولة مستقلة تحت اسم “جمهورية الصين” وأن شعبها هو الوحيد المخول بتحديد مصير البلاد ومستقبلها.
تاريخيًا، شهدت العلاقات بين الصين وتايوان العديد من التوترات العسكرية والتهديدات بالحرب. منذ عام 1949، كان الطرفان على شفا الحرب عدة مرات وكان أحد أبرز هذه الأحداث في عام 1958 عندما قصف الجيش الصيني جزر كينمن وماستو التي تسيطر عليها تايوان وهو ما أسفر عن معارك بحرية وجوية استمرت أكثر من شهر. كانت هذه المعركة واحدة من أبرز المواجهات العسكرية بين الطرفين.
وفي عام 1996 وقبيل أول انتخابات رئاسية مباشرة لتايوان، أجرت الصين اختبارات صاروخية بالقرب من الجزيرة في محاولة لثني الشعب التايواني عن انتخاب لي تنغ-هوي الذي كانت الصين تعتبره مؤيدًا للاستقلال. ورغم هذه الضغوط، فاز لي في الانتخابات بفارق كبير مما أظهر تحدي تايوان للضغوط الصينية.
ومع تزايد العلاقات بين تايوان والولايات المتحدة خاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايبيه في أغسطس 2022، ردت الصين بمناورات عسكرية مكثفة شملت إطلاق صواريخ باليستية وبعضها عبر فوق العاصمة تايبيه، بالإضافة إلى محاكاة هجمات بحرية وجوية. وفي وقت لاحق من عام 2023، أُجريت تدريبات عسكرية أخرى رداً على زيارة مسؤولين تايوانيين إلى الولايات المتحدة حيث أظهرت الصين قوتها العسكرية من خلال مناورات استمرت عدة أيام.
وفي مايو 2024، عقب تنصيب لاي رئيسًا لتايوان، أطلقت الصين تدريبات عسكرية أخرى تحت اسم “السيف المشترك – 2024A” قائلة إنها كانت ردًا على ما اعتبرته “أعمالًا انفصالية”. وقد شملت التدريبات إرسال طائرات حربية مسلحة وتجارب هجمات وهمية حول الجزيرة.
لكن الصراع العسكري لم يقتصر على المناورات السنوية حيث شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في الأنشطة العسكرية الصينية حول تايوان. في ديسمبر 2024، أفادت تايوان بزيادة ملحوظة في تحركات القوات الجوية والبحرية الصينية في المنطقة وهو ما يثير القلق الدولي بشأن مستقبل الوضع في مضيق تايوان.
Web Desk