
أثارت دراسة حديثة ادعاءً مثيرًا للجدل حول اكتشاف “الأوكسجين المظلم” في أعماق البحر حيث زعم فريق من الباحثين أن التكتلات المعدنية الموجودة على قاع البحر قد تقوم بتوليد الأوكسجين في ظلام الأعماق في عملية تشبه وظيفة البطاريات. إذا تأكد هذا الاكتشاف فإنه سيشكل مصدرًا جديدًا للأوكسجين مستقلًا عن التمثيل الضوئي ما يفتح أبوابًا لدعم الحياة في البيئات العميقة والمظلمة.
هذا الاكتشاف لاقى دعمًا من بعض الأوساط البيئية حيث ربطوه بالتحذيرات من التأثيرات البيئية السلبية للتعدين في أعماق البحر، والذي قد يدمر النظم البيئية الغنية بالتكتلات المعدنية التي تحتوي على معادن ثمينة مثل المنغنيز والكوبالت. ولكن في المقابل انتقد عدد من العلماء والشركات المتخصصة في التعدين هذه الدراسة معتبرين أن الأدلة المقدمة ضعيفة.
من أبرز المنتقدين كان كينتارو ناكامورا الكيميائي الجيوكيميائي في جامعة طوكيو الذي أشار إلى عدم وجود دليل على زيادة الأوكسجين في المياه فوق المناطق المحتوية على التكتلات مما يثير الشكوك حول صحة النتائج. كما أصدرت شركة “ميتالس كومباني” وهي واحدة من الشركات المهتمة بالتعدين في أعماق البحر نقدًا رسميًا لنتائج الدراسة مؤكدةً أن الأوكسجين قد يكون ناتجًا عن فقاعات الهواء المحبوسة أو تسرب الكهرباء من الأجهزة التي استخدمها الباحثون.
بدوره، رد أندرو سويتمان الباحث الرئيسي في الدراسة على هذه الانتقادات مؤكدًا أن فريقه سيستمر في الرد على هذه الشكوك. وقال إن “الفكرة الراديكالية التي نطرحها بخصوص إمكانية إنتاج الأوكسجين دون ضوء الشمس قد تكون صادمة ولكن الأدلة التي جمعناها تدعم هذا الاحتمال.”
يعتقد سويتمان أن التكتلات المعدنية التي يتم استخراجها حاليًا للحصول على معادن ثمينة قد تعمل كالبطاريات إذا كانت تحتوي على أيونات معدنية تولد شحنًا كهربائيًا مما قد يؤدي إلى انقسام جزيئات الماء وإنتاج الأوكسجين. بينما يعترض آخرون على أن الجهد الكهربائي الذي تم قياسه في هذه التكتلات ليس كافيًا لتحقيق ذلك.
العديد من العلماء يواصلون دراسة هذه الظاهرة مع وجود بعض الدراسات المستقبلية التي قد تساهم في فهم أعمق لهذه النتائج وقد يتم نشر مزيد من الأبحاث قريبًا.