فريق UrKish News
نيودلهي – في تطور يحمل دلالات سياسية عميقة، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الهندية أنها لم تشارك في المناقشات التي سبقت إصدار البيان الأخير لمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO) والذي أدان الضربات الإسرائيلية على إيران.
البيان الذي بدا في ظاهره نتيجة توافق جماعي، لم يتضمن أي تحفظ هندي، ما أوحى في البداية بوجود إجماع قبل أن تكشف الهند عن غيابها عن العملية برمتها مما فتح الباب لتأويلات سياسية ودبلوماسية حساسة.
الميثاق الأساسي للمنظمة ينص على أن جميع القرارات تُتخذ بالإجماع مع إمكانية تسجيل الاعتراضات أو الملاحظات لكن عدم وجود أي إشارة لموقف هندي رسمي يوحي بأن نيودلهي ربما كانت خارج المشهد إما بالتغييب أو الإهمال، وهو ما لا يمكن فصله عن التوترات العميقة داخل المنظمة، وفق ما أورده موقع “Asia Times“.
هذا الموقف يأتي في وقت تتزايد فيه التساؤلات داخل الهند حول مستقبل عضويتها في تكتلات تقودها الصين خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية التي فرضتها الصراعات الحدودية بين البلدين وتقارب موسكو وبكين بعد الحرب في أوكرانيا.
ويشعر بعض صُنّاع القرار والمحللين في نيودلهي أن منظمة شنغهاي باتت تميل لصالح المحور الصيني-الروسي، وهو ما لا يخدم مصالح الهند في المدى الاستراتيجي.
ومع ذلك، تبقى معادلة الخروج من المنظمة أو تقليص الدور فيها محفوفة بالمخاطر، فالهند لا تزال ترى في عضويتها وسيلة مهمة للحفاظ على قنوات التواصل مع روسيا، الشريك العسكري التاريخي، ولرصد تحركات الصين من الداخل بدل ترك الساحة فارغة لبكين وحلفائها.
وفي هذا السياق، يُرجح أن تنتهج الهند دبلوماسية هادئة خلف الكواليس تستهدف استيضاح الملابسات من موسكو دون الدخول في مواجهة علنية مع السعي لتعزيز موقعها داخل المنظمة أو على الأقل ضمان عدم تكرار سيناريو التغييب.
في الوقت نفسه، قد تجد هذه الحادثة صدىً لدى التيار الداعم لتعزيز شراكات الهند مع الغرب خاصة ضمن تحالفات مثل “الرباعية” ما يعيد إحياء الجدل حول جدوى البقاء في تكتلات لا تضمن احترام الهند كشريك فاعل.
ما جرى داخل منظمة شنغهاي ليس مجرد خلاف إداري بل يعكس اختلالا في ميزان القوى داخل المنظمة قد يدفع الهند قريبا إلى إعادة تقييم خياراتها في نظام دولي يتجه بسرعة نحو الاستقطاب.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.
