
حذّرت دراسة طبية حديثة من التأثيرات السلبية المتزايدة لاستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على الأطفال خاصة في سنواتهم الأولى مؤكدة أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات يُضعف قدراتهم على التعلم والتواصل اللغوي.
الدراسة التي أجرتها جامعة Southern Methodist الأمريكية كشفت أن الإفراط في استخدام الشاشات يعوق النمو الطبيعي لقدرات الطفل المعرفية واللغوية مشيرة إلى أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من خلال التفاعل المباشر مع العالم من حولهم لا من خلال الصور أو المقاطع المعروضة على الشاشات.
وأكد الباحثون أن التجربة الحسية ضرورية لفهم المفاهيم الجديدة. فعند تعلُّم الطفل لكلمة مثل “تفاحة” فإن رؤيتها ولمسها وملاحظتها من زوايا مختلفة تُرسّخ المعنى في دماغه بينما لا تحقق الصور الرقمية نفس التأثير.
وأوضح الفريق البحثي أن الاعتماد على الشاشات -خاصة في سن ما قبل المدرسة- يحدّ من فرص الطفل في التفاعل الواقعي ما يؤدي إلى تأخر في تطور اللغة والكلام. كما شددوا على ضرورة تقنين وقت الشاشة في هذه المرحلة الحرجة واستبداله بأنشطة تحفيزية مثل اللعب بالألعاب اليدوية والتفاعل مع الأهل والبيئة المحيطة.
وفي السياق ذاته، كانت دراسة سابقة نُشرت في سبتمبر 2024 من جامعة Tartu في إستونيا قد توصلت إلى نتائج مماثلة. حيث أظهرت أن الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا أمام الشاشات يُعانون من ضعف ملحوظ في قدراتهم على النطق مقارنة بمن يُخصصون وقتا أقل لها.
وشملت الدراسة الإستونية مئات الأسر وتم تصنيف الأطفال إلى ثلاث مجموعات بناءً على المدة اليومية التي يقضونها أمام الشاشات. وتبيّن أن المجموعة التي أمضت أطول وقت أمام الأجهزة كانت الأقل تطورا من الناحية اللغوية.
وأشار الخبراء إلى أن التفاعل اللفظي مع الوالدين يثري قاموس الطفل اللغوي ويُساعده على فهم القواعد النحوية والتعبيرية بشكل أفضل، في حين أن الانشغال المتزايد للأهل بالهواتف الذكية يحرم الأطفال من هذا التواصل الضروري.
وتوصي الدراستان الآباء والأمهات بالحد من استخدام الهواتف الذكية في بيئة الطفل، لا سيما في السنوات الأولى من عمره والحرص على توفير بيئة غنية بالتفاعل والأنشطة اليدوية والمحادثات اليومية التي تُعدّ الركيزة الأساسية لتطور القدرات العقلية واللغوية.
Source: Geo News