CNN – يُعد ممر دريك (Drake Passage) الذي يمتد على مسافة 600 ميل بحري بين أقصى جنوب أمريكا الجنوبية وشبه جزيرة القارة القطبية الجنوبية واحدًا من أكثر المسارات البحرية إثارة وخطورة في العالم. يشتهر هذا الممر بأمواجه العاتية التي قد يصل ارتفاعها إلى 15 مترًا وظروفه الجوية القاسية التي تجعل عبوره تحديًا حتى لأمهر البحارة.
يُشكل الممر نقطة اتصال ضيقة بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ مما يُحدث تيارات مائية قوية بسبب تأثير الضغط المائي بين القارتين. الرياح في هذه المنطقة المعروفة بأسماء مثل “الأربعينات الهادرة” و”الخمسينات الغاضبة”، تُعتبر من الأعنف عالميًا حيث تكتسب سرعتها الزخم لغياب اليابسة التي تعترض طريقها.
وعلى عمق المياه، تلعب “جبال تحت الماء” دورًا رئيسيًا في تكوين دوامات وأمواج داخلية تُسهم في رفع المياه الباردة من الأعماق ما يُعد أمرًا حيويًا لدورة المناخ العالمي، وفقًا لعالم المحيطات ألكسندر بريارلي من المسح البريطاني للقطب الجنوبي.
ويُعتبر عبور ممر دريك اختبارًا لمهارات القباطنة الذين يعتمدون على التخطيط المحكم لتجنب أسوأ الظروف الجوية. ويقول القبطان المخضرم “ستانيسلاس ديفورسين”: “عبور الممر يتطلب احترامًا خاصًا وخوفًا صحيًا ودقة في اتخاذ القرارات”.
ورغم التحديات، يجذب الممر آلاف المغامرين سنويًا الذين يرغبون في الوصول إلى القارة القطبية الجنوبية. السفن الحديثة تقدم تحسينات ملحوظة في مواجهة الأمواج العاتية، لكن تجربة العبور لا تزال مغامرة بحد ذاتها تُعرف بين المسافرين بـ”رجّة دريك”.
للتغلب على دوار البحر، ينصح الخبراء باستخدام الأدوية الوقائية قبل الرحلة واللجوء إلى تقنيات بسيطة مثل التركيز على الأفق. وعلى الرغم من كل المصاعب، يبقى الوصول إلى القارة القطبية الجنوبية مكافأة فريدة تُضفي على الرحلة طابعًا استثنائيًا.
سواء كان الهدف استكشاف الطبيعة البكر أو اختبار حدود التحمل البشري يظل عبور ممر دريك تجربة ملحمية تتحدى قدرات الإنسان وتُكافئ شجاعته بمشاهد لا مثيل لها.
Web Desk
