اقتصادالحرب التجارية

50 مليار دولار شهريا.. ترامب يحوّل الرسوم الجمركية إلى “خزينة ذهبية” فمن يدفع الثمن؟

تعبيرية (moneyandbanking)

وكالات – دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيّز التنفيذ، اليوم الخميس، وسط توقعات بأن ترتفع عائدات هذه الرسوم إلى 50 مليار دولار شهريا مقارنة بـ30 مليارا في الشهر الماضي، بحسب ما أعلنه وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك.

وأوضح لوتنيك، في مقابلة مع شبكة “فوكس بيزنس” أن الرسوم الجديدة تشمل واردات من عشرات الدول مضيفا أن العائدات ستأتي من قطاعات مثل أشباه الموصلات والأدوية مؤكدا أن هذه السياسة تهدف إلى دعم التصنيع المحلي.

وأشار الوزير إلى أن الشركات التي تُقدم خططا واضحة لبناء مصانع داخل الولايات المتحدة قد تحصل على إعفاءات من الرسوم بشرط خضوع هذه الخطط لرقابة جهة تدقيق مستقلة مشددا على أن الهدف الرئيسي هو “تصنيع أشباه الموصلات داخل أمريكا”.

وكان ترامب قد أعلن، الأربعاء، نيته فرض رسوم بنسبة تصل إلى 100% على واردات الرقائق الإلكترونية ورفع الرسوم على واردات الأدوية إلى 250% لاحقا في حال عدم التزام الشركات بالإنتاج المحلي. ومن المتوقع أن تُحدد وزارة التجارة تفاصيل هذه الرسوم خلال الأسابيع المقبلة بعد انتهاء التحقيقات حول تأثيرها على الأمن القومي.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود أوسع لتعزيز قطاع الرقائق داخل الولايات المتحدة حيث سبق للكونجرس أن أقرّ في عام 2022 خطة دعم بقيمة 52.7 مليار دولار، أنشأت بموجبها الشركات الرائدة مصانع جديدة في البلاد.

وتسببت الرسوم الجديدة في رفع متوسط التعرفة الجمركية الأمريكية إلى أعلى مستوى لها منذ قرن إذ تراوحت النسب بين 10% و50% على منتجات من دول عدّة مع توقعات بتأثيرات اقتصادية مباشرة على الأسواق.

مخاوف من ارتفاع الأسعار
وتوقعت تقارير اقتصادية أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع داخل السوق الأمريكية خصوصا في قطاعات مثل السيارات اليابانية والمنسوجات الفيتنامية وأشباه الموصلات.

وقال رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول إن آثار هذه الرسوم قد تبدأ بالظهور على بعض فئات السلع، بينما بدأت شركات أمريكية مثل “هاسبرو” في رفع أسعار منتجاتها خلال مايو ويونيو.

من جهته، أشار الخبير الاقتصادي فيليب شالمان إلى أن التأثير الأكبر سيظهر في القطاعات التي تعتمد على الاستيراد بشكل أساسي مثل النحاس، حيث ارتفعت أسعاره بنسبة 25% في السوق الأمريكية بعد الإعلان عن فرض رسوم بنسبة 50% على وارداته من تشيلي.

الشركات المصدرة تتأثر
وبينما تسعى الحكومة الأمريكية لدفع عجلة التصنيع المحلي تواجه الشركات الأجنبية المصدرة إلى الولايات المتحدة خطر فقدان القدرة التنافسية. وأعربت قطاعات أوروبية، مثل النبيذ والمشروبات الروحية عن قلقها من هذه الإجراءات خصوصا مع تراجع قيمة الدولار ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات الأجنبية.

وقدّر اتحاد مصدري النبيذ الفرنسيين الخسائر المحتملة بنحو مليار يورو نتيجة تراجع الطلب الأمريكي على منتجاتهم.

كما تتوقع شركات عالمية، مثل “مرسيدس” و”بورشه” انخفاضا في هوامش الأرباح خلال عام 2025 في ظل صعوبة تمرير الزيادات السعرية إلى المستهلكين.

احتمالية تمديد المهلة مع الصين
وفي سياق متصل، لم يستبعد وزير التجارة الأمريكي تمديد المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الصين والتي تنتهي في 12 أغسطس/آب، مؤكدا أن القرار النهائي سيُترك للفريق التجاري وللرئيس ترامب مع ترجيح تمديد المفاوضات 90 يوما إضافية.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا