
أثارت صور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي مع عدد من كبار قادة أوروبا جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن اعتبرها بعض المحللين “استعراضا محرجا للقوة”.
الصور أظهرت ترامب جالسا خلف مكتب ريزولوت بينما جلس القادة الأوروبيون في صف مقابل له ما أعطى انطباعًا بأن الرئيس الأمريكي يتخذ موقع السلطة في حين ظهر الضيوف في وضعية أقل شأنا. هذا الترتيب أثار تساؤلات حول التوازن بين الحلفاء واعتبره بعض المراقبين مخالفا للأعراف الدبلوماسية التي تشدد على مبدأ الندية في الاجتماعات الرسمية.
شارك في اللقاء عدد من أبرز المسؤولين الأوروبيين، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المستشار الألماني فريدريش ميرتس، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس فنلندا ألكسندر ستوب، بالإضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأمين العام لحلف الناتو مارك روته والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قدم هدية إلى ترامب عبارة عن مضرب جولف.

ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي كانت حادة، إذ وصف بعض المستخدمين المشهد بأنه “مهين لتاريخ الولايات المتحدة” وانتقدوا شعار البيت الأبيض “السلام من خلال القوة” باعتباره غير متوافق مع صورة اللقاء. واعتبر آخرون ترتيب الجلوس محاولة لإظهار التفوق الأمريكي على الحلفاء مع تساؤلات حول قدرة القادة الأوروبيين على التحكم في بروتوكولات الاجتماع وفرض شروطهم الخاصة.
اللقاء يكشف جانبا من التفاوت في القوة بين الولايات المتحدة وأوروبا ويطرح تساؤلات حول قدرة القادة الأوروبيين على الحفاظ على استقلالية القرار السياسي في مواجهة السياسة الأمريكية. كما سلط الضوء على الانعكاسات الداخلية في أوروبا حيث أثار المشهد نقاشات حول استقلالية القرار الأوروبي وإمكانية بناء قوة دفاعية مستقلة خارج نطاق النفوذ الأمريكي وحلف الناتو.
الصور تعكس واقعا دبلوماسيا معقدا إذ تتجاوز الطابع الرمزي للاجتماع لتطرح تحديات استراتيجية. فهي تثير التساؤل حول مستقبل العلاقات عبر الأطلسي: هل ستستمر أوروبا في إطار التبعية التقليدية للولايات المتحدة أم ستسعى نحو تعزيز استقلاليتها السياسية والعسكرية؟
الإجابة على هذا السؤال قد تحدد شكل التحالفات والاستراتيجيات الأوروبية في السنوات القادمة وتكشف مدى قدرة القارة على الموازنة بين التزاماتها تجاه واشنطن وضرورة الحفاظ على سيادتها واتخاذ قرارات مستقلة.
فريق UrKish News