اخر الاخبار

تحديات تواجه تنفيذ خطة ترامب لوقف الحرب في غزة

تعبيرية (dohainstitute)

وكالات – تواجه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة عقبات ميدانية وإنسانية كبيرة رغم الأجواء الإيجابية التي رافقت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ أمس الاثنين.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الثلاثاء أن استعادة جثث بعض الرهائن القتلى ستستغرق وقتا طويلا بسبب عدم معرفة أماكن دفنهم. وقال المتحدث باسم اللجنة، كريستيان كاردون، إن تسليم الرفات يمثل “تحديا هائلا” مشيرا إلى أن العثور على الجثث بين أنقاض غزة أصعب من إطلاق سراح الأحياء. وأضاف أن العملية قد تستغرق أياما أو أسابيع وربما لا يُعثر على بعض الجثامين أبدا.

وأوضح كاردون أن المنظمة ستسهل تبادل الرفات بين الجانبين لكنه أشار إلى أن المساعدات الإنسانية إلى غزة لم تتوسع بعد بشكل كافٍ.

من جانبه، أعلن منسق الأسرى في الحكومة الإسرائيلية، غال هيرش، أن إسرائيل ستواصل الضغط على حركة حماس لاستعادة جميع الجثامين موضحا أن أربع جثث أعيدت أمس الاثنين وتم التعرف عليها ليلا. وأضاف أن هذا الملف جرى بحثه خلال محادثات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك في اتصالات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأكد هيرش أن الجهود مستمرة مع الوسطاء لاستكمال عملية الاستعادة مشيرا إلى أن العمل لن يتوقف حتى العثور على جميع الرهائن القتلى.

وكانت حركة حماس قد سلّمت أمس عشرين رهينة أحياء وأربع جثث ضمن المرحلة الأولى من خطة ترامب مطالبة الوسطاء بإلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها. وتنص الخطة على تبادل 47 رهينة متبقين في غزة من أصل 251 احتجزوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023، إضافة إلى رفات رهينة من عام 2014.

في السياق نفسه، قدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار مشيرا إلى وجود أكثر من 55 مليون طن من الأنقاض في القطاع. وقال مدير البرنامج جاكو سيليرز في مؤتمر صحفي بجنيف إن العملية قد تستغرق عقدا أو أكثر مضيفا أن هناك التزامات أولية من دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة للمشاركة في التمويل.

وأشار مسؤول في بلدية غزة إلى أن إسرائيل دمرت 95% من الشاحنات والمعدات الثقيلة، إضافة إلى تدمير 193 ألف مبنى بشكل كامل فيما تعمل 16 مستشفى فقط بشكل محدود. وأوضح أن نحو 50 مليون طن من الركام تغطي شوارع المدينة وأن 90% من البنية التحتية للمركز الإداري مدمرة مؤكدا أن الأولوية الآن هي لإزالة الأنقاض تمهيدا لإعادة الإعمار.

وشهدت قمة شرم الشيخ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحضور أكثر من 30 من قادة الدول العربية والغربية.

ودعا المشاركون إلى تنفيذ المراحل التالية من خطة ترامب بما يشمل إعادة تأهيل البنية التحتية في غزة بعد عامين من الحرب الدامية.

وخلال كلمته في القمة، أعلن ترامب أن “الحرب انتهت” معربا عن تفاؤله ببدء “فجر جديد” في الشرق الأوسط.

لكن محللين أكدوا أن الخطة ما زالت تواجه غموضا في ملفات عدة، أبرزها: نزع سلاح حركة حماس والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع وتحديد الجهة الدولية التي ستشرف على إدارة غزة.

حماس رفضت تسليم السلاح معتبرة أن هذه المسألة تُناقش داخليا وطالبت بضمانات أمريكية للانسحاب الكامل. في المقابل، أكدت إسرائيل أنها لن تسمح ببقاء سلاح الحركة ولم تلتزم بعد بانسحاب شامل رغم تراجع قواتها من عدة مناطق.

كما لم يُحسم بعد مستقبل إدارة غزة، إذ تنص الخطة على تشكيل هيئة دولية تشرف على القطاع بمشاركة تكنوقراط فلسطينيين بينما تصر حماس على أن الفلسطينيين وحدهم من يقررون شكل الحكومة.

وأشار محللون إلى أن خطة ترامب تجنبت التفاصيل الدقيقة لتفادي انهيار المفاوضات لكنها تركت قضايا رئيسية مفتوحة مما يهدد بتعقيد تنفيذها في المراحل المقبلة.

ورأى خبراء أن أي تباطؤ في التنفيذ قد يدفع أطرافا إسرائيلية متشددة للمطالبة باستئناف العمليات العسكرية مما قد يعيد الصراع إلى نقطة البداية.

وقال الخبير الأمريكي جون ألترمان إن ترامب يتمتع حاليا بشعبية في إسرائيل تفوق نتنياهو مما يمنحه تأثيرا قويا في قرارات تل أبيب. وأضاف: “ترامب قادر على توجيه نتنياهو لأنه أكثر قبولا لدى الشارع الإسرائيلي”.

وحذّر مراقبون من أن أي تراجع في الدعم العربي أو خلاف داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل قد يعقّد مستقبل الاتفاق، خصوصا في ما يتعلق بإمكانية قيام دولة فلسطينية وهي النقطة الأكثر حساسية في الخطة الأمريكية.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى