تكبدت الأسواق المالية الأمريكية خسائر ضخمة تجاوزت 4 تريليونات دولار وذلك مع استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرض الرسوم الجمركية على عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين مما أدى إلى حالة من الذعر بين المستثمرين، وفق ما ذكرته وكالة “رويترز“.
وشهد مؤشر S&P 500 انخفاضًا بنسبة 2.7% يوم الإثنين في أكبر تراجع يومي له منذ بداية العام، بينما خسر ناسداك 4% في أسوأ أداء يومي له منذ سبتمبر 2022. كما تراجع مؤشر S&P 500 بنحو 8.6% من أعلى مستوياته في فبراير الماضي مقتربًا من تصحيح سوقي بنسبة 10%.
وتأتي هذه التراجعات في ظل تصاعد المخاوف من تأثير التعريفات الجمركية المتبادلة مع كل من كندا والمكسيك والصين، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي الأمريكي.
وفي هذا السياق، قالت أياكو يوشيوكا كبيرة استراتيجيي الاستثمار في Wealth Enhancement:
“لقد شهدنا تحولًا واضحًا في معنويات المستثمرين حيث لم تعد الاستراتيجيات التي كانت ناجحة سابقًا تحقق النتائج المرجوة.”
تداعيات اقتصادية واسعة
تسبب تراجع السوق في إعادة تقييم الشركات الكبرى لخططها المستقبلية حيث أعلنت شركة دلتا إيرلاينز عن خفض توقعاتها للأرباح الفصلية بمقدار النصف مما أدى إلى تراجع أسهمها بنسبة 14% بعد ساعات التداول.
وفي الوقت ذاته، يترقب المستثمرون موقف الكونغرس بشأن تمرير مشروع قانون التمويل لتجنب الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية، إضافة إلى تقرير التضخم المرتقب يوم الأربعاء.
من جانبه، صرح بيتر أورزاك الرئيس التنفيذي لشركة Lazard خلال مؤتمر CERAWeek في هيوستن، قائلًا:
“عدم اليقين الناجم عن الحرب التجارية مع كندا والمكسيك وأوروبا يدفع الشركات إلى إعادة النظر في خططها، وهو ما قد يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الأمريكي ونشاط الاندماج والاستحواذ.”
انهيارات في أسهم التكنولوجيا
سجل قطاع التكنولوجيا خسائر حادة حيث انخفضت أسهم Apple وNvidia بنسبة 5%، بينما فقدت Tesla 15% من قيمتها السوقية ما يعادل 125 مليار دولار. كما انخفضت أسعار البيتكوين بنسبة 5% في ظل تزايد المخاطر.
وفي الوقت الذي شهدت فيه الأسواق موجة بيع واسعة، سجل قطاع المرافق ارتفاعًا بنسبة 1%، كما زاد الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية كملاذ آمن مما أدى إلى انخفاض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.22%.
مخاوف من مزيد من التقلبات
ورغم الخسائر الأخيرة، لا تزال تقييمات السوق مرتفعة مقارنة بالمتوسطات التاريخية حيث يتم تداول مؤشر S&P 500 عند 21 ضعف الأرباح المتوقعة للسنة المقبلة، وهو أعلى بكثير من متوسطه طويل الأجل البالغ 15.8 ضعف.
بدوره، قال دان كوتسوورث محلل الاستثمار في AJ Bell: “لطالما كانت هناك مخاوف بشأن ارتفاع تقييمات الأسهم الأمريكية ويبدو أن المخاوف بشأن الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي قد تكون العامل المحفز لتصحيح السوق.”
وفي ظل استمرار حالة التوتر، ارتفع مؤشر التقلبات Cboe (VIX) إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس ما يعكس حالة القلق المتزايدة لدى المستثمرين بشأن مستقبل الأسواق المالية.
Web Desk
