آراء و مقالات

إسرائيل توسّع حربها في غزة.. ونتنياهو يتوعّد بتغيير الشرق الأوسط وسط غموض حول المستقبل

غزة وإسرائيل (ibanet)

تواصل إسرائيل توسيع نطاق عملياتها العسكرية في غزة بينما يكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحاته حول “تغيير وجه الشرق الأوسط” واصفًا الحرب بأنها “حرب ولادة جديدة”. ومع تصاعد العمليات العسكرية، يزداد الغموض حول الأهداف النهائية للحكومة الإسرائيلية وما يمكن أن يترتب على هذه الحرب من تداعيات طويلة الأمد.

رغم تأكيد نتنياهو على تحقيق “نصر كامل” على حركة حماس إلا أن المسؤولين العسكريين والمحللين يرون أن هذا الهدف لا يزال غامضًا ومفتقرًا إلى رؤية واضحة لما بعد الحرب. فالحكومة الإسرائيلية لم تحدد بديلًا واضحًا لحكم غزة باستثناء رفضها لوجود حماس أو السلطة الفلسطينية.

ويشير الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسرائيل زيف إلى أن “الحكومة نفسها ليست ملتزمة بالكامل بأهدافها في غزة بل وحتى الجيش والجمهور الإسرائيلي لا يعرفان ما الذي تريده الحكومة بالفعل”، وفق ما أفادته شبكة “CNN“.

إضافة إلى ذلك، فإن الجدل حول “التهجير الطوعي” للفلسطينيين يثير تساؤلات حول النوايا الإسرائيلية خاصة بعد أن رحّب نتنياهو بمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مغادرة الفلسطينيين لغزة وهو ما عُدّ على نطاق واسع كخطوة نحو التهجير القسري.

بعد إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار، استأنفت إسرائيل حملتها العسكرية بقوة حيث أعلن نتنياهو أن “المفاوضات ستتم فقط تحت القصف“. كما أمر وزير الدفاع الإسرائيلي الجيش بالاستمرار في العمليات العسكرية للسيطرة الدائمة على قطاع غزة.

وتشير التوقعات إلى أن إسرائيل قد تتجه نحو فرض إدارة عسكرية على القطاع مع احتمال طلب دعم مالي من دول الخليج لإدارة شؤونه. ويرى نيتزان نورييل الرئيس السابق لمكتب مكافحة الإرهاب: أن “إسرائيل قد تنتهي إلى احتلال غزة لفترة طويلة، تمامًا كما حدث بعد حرب 1967“.

لم تقتصر التداعيات على غزة فقط إذ وسّعت إسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان وسوريا والضفة الغربية مدفوعةً بضغوط من وزراء يمينيين متطرفين يدفعون باتجاه توسيع الاستيطان.

وفي هذا السياق، يرى عاموس يادلين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: أن “احتلال غزة يعيق جهود نتنياهو لتطبيع العلاقات مع السعودية” حيث أوضحت الرياض أن “التطبيع لن يكون ممكنًا إلا بعد إيجاد حل للقضية الفلسطينية”.

تبقى إيران العدو الرئيسي الذي يستخدمه نتنياهو كذريعة لتبرير تحركاته العسكرية. فلطالما صوّر إيران على أنها “الأخطبوط” الذي يمد أذرعه في مختلف الجبهات التي تواجهها إسرائيل.

لكن الخلاف بين نتنياهو وترامب يكمن في كيفية التعامل مع إيران؛ ففي حين يسعى نتنياهو إلى توجيه ضربة استباقية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، يبدو أن ترامب يفضل إيجاد حل دبلوماسي.

مع استمرار العمليات العسكرية في غزة وتزايد التوسع الإسرائيلي في لبنان وسوريا والضفة الغربية واحتدام التوتر مع إيران، يبدو أن مستقبل المنطقة بات أكثر غموضًا.
ويبقى السؤال: هل لدى نتنياهو خطة استراتيجية حقيقية أم أنه يعتمد على تكتيكات سياسية قصيرة الأمد للبقاء في السلطة؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا