مشروع صيني ينافس “نيورالينك” في سباق زراعة رقائق الدماغ

تسارع الصين خطواتها في مجال واجهات الدماغ والحاسوب (BCI) حيث أعلنت شركة تقنية صينية عن نجاحها في زراعة رقائق دماغية لثلاثة مرضى مع خطط لتوسيع التجربة إلى عشرة آخرين بحلول نهاية عام 2025،ما يضعها في منافسة مباشرة مع شركة “نيورالينك” (Neuralink) التابعة لإيلون ماسك التي أجرت حتى الآن عمليات زرع مماثلة لثلاثة مرضى فقط.

ويأتي هذا التطور ضمن مشروع مشترك بين “معهد الصين لأبحاث الدماغ” (CIBR) وشركة “NeuCyber NeuroTech” حيث تعمل الجهتان على تطوير شريحة “Beinao No.1” شبه الغازية والتي مكّنت مرضى يعانون من الشلل من التحكم في أذرع آلية عبر التفكير فقط. وتأمل الشركة في توسيع تجاربها السريرية لتشمل 50 مريضًا بحلول عام 2026، بحسب تقرير نشره موقع “Gizmodo“.

من جهتها، كشفت “نيورالينك” في عام 2024 عن أول مريض خضع لزراعة رقاقتها بنجاح وهو نولاند آربو المصاب بشلل رباعي حيث تمكن من استخدام الكمبيوتر وممارسة الألعاب بشكل مستقل. وتتميز تقنية “نيورالينك” بكونها تعتمد على زراعة الرقاقة داخل الدماغ مباشرة ما يتيح إشارات أقوى لكنه ينطوي على مخاطر جراحية أعلى مقارنة بالخيارات شبه الغازية.

وتحظى هذه التقنية بدعم حكومي قوي في الصين حيث أعلنت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات عن خطط لتعزيز أبحاث واجهات الدماغ والحاسوب مؤكدة أن هذه التكنولوجيا قد تُستخدم في مجالات مثل القيادة الذاتية والواقع الافتراضي وإعادة التأهيل الطبي. كما صنّفت “الإدارة الوطنية لأمن الرعاية الصحية” عمليات زراعة هذه الرقائق ضمن الإجراءات الطبية المغطاة بالتأمين مما قد يسرّع تبنيها على نطاق واسع.

ورغم التقدم الصيني، لا تزال هناك مخاوف بشأن استخدام هذه التقنية خصوصًا فيما يتعلق بالبيانات العصبية التي يتم جمعها وإمكانية استغلالها في مراقبة الأفراد. في المقابل، تواجه “نيورالينك” منافسة متزايدة داخل الولايات المتحدة من قبل شركة “Synchron” المدعومة من شخصيات بارزة مثل جيف بيزوس وبيل غيتس والتي أجرت بالفعل تجارب على عشرة مرضى.

ويظل مستقبل واجهات الدماغ والحاسوب واعدًا لكنه محفوف بالتحديات سواء على صعيد السلامة الطبية أو القضايا الأخلاقية والتنظيمية. ومع دخول الصين بقوة في هذا المجال، تزداد احتمالات المنافسة العالمية على ريادة هذه التكنولوجيا المتقدمة.