شهدت شبه جزيرة سيناء خلال الأسابيع الماضية تحركات عسكرية مصرية مكثفة شملت حشدًا كبيرًا من الدبابات والعربات المدرعة بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، في خطوة وصفتها مصادر مطلعة بأنها تهدف إلى منع تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وأكدت تقارير استخباراتية وإعلامية أن الجيش المصري دفع بوحدات من دبابات M60 باتون القديمة إلى جانب دبابات M1A1 أبرامز الأمريكية الصنع إلى مناطق استراتيجية مثل معبر رفح ووسط سيناء، والمنطقة “أ” القريبة من قناة السويس، وفق ما نقله موقع “National Interest“.
وقد أعربت إسرائيل عن قلقها الشديد من هذا التحرك ووجهت تحذيرًا رسميًا إلى القاهرة معتبرةً أن هذه التحركات تُعد خرقًا صريحًا لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979 والتي تنص على إبقاء سيناء منطقة منزوعة السلاح.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن عدد الدبابات المصرية المنتشرة في المنطقة تجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاق والذي يقيد عدد الدبابات في المنطقة الأقرب إلى القناة بـ230 دبابة فقط. كما أشاروا إلى أن وجود دبابات أبرامز المتقدمة يضيف بُعدًا مقلقًا للتوتر القائم.
في المقابل، أكد مسؤولون مصريون أن التحركات العسكرية ذات طابع دفاعي بحت وتأتي في إطار الاستعداد لموجة نزوح محتملة من قطاع غزة في حال استأنفت إسرائيل هجومها الواسع على حماس ما قد يدفع الآلاف من الفلسطينيين إلى محاولة دخول الأراضي المصرية.
وتخشى القاهرة من أن يؤدي استقبال اللاجئين الفلسطينيين إلى أزمة إنسانية وأمنية طويلة الأمد في ظل احتمالات تسلل عناصر متطرفة بين النازحين، الأمر الذي قد يُهدد الاستقرار الداخلي في البلاد.
يُذكر أن مصر تمتلك واحدة من أكبر أساطيل الدبابات في المنطقة تضم أكثر من 1,300 دبابة M1A1 أبرامز تم إنتاجها محليًا بموجب اتفاق شراكة مع الولايات المتحدة، إلى جانب مئات من دبابات M60 القديمة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة واحتدام المواجهة السياسية والدبلوماسية مع عدد من الأطراف الإقليمية أبرزها مصر وتركيا ما يُنذر بتعقيدات أكبر على الساحة الأمنية في الشرق الأوسط.
Web Desk
