
نقلاً عن الموقع الإخباري التركي TRT Haber بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2024
في عالم الفضاء، حيث لا تزال الكثير من الأسرار تنتظر من يكتشفها، يكمن كويكب ضخم يحمل في طياته ثروة قد تؤثر أثرًا عميقًا في الاقتصاد العالمي. يُعرف هذا الكويكب بـ “16 Psyche”، وهو واحد من أكبر الأجرام السماوية التي اكتُشِفَت في حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري. اكتشفه الفلكي الإيطالي أوبيرتو أورتيس في 17 مارس 1852، ومنذ ذلك الحين أصبح بؤرة اهتمام العلماء والباحثين حول العالم.
يُقدّر العلماء أن قيمة كويكب “16 Psyche” تصل إلى 10 كينتليون (10,000,000,000,000,000,000) دولار، ويعود سر تلك الثروة الضخمة إلى احتوائه على معادن ثمينة مثل البلاتين والبلاديوم، التي تُستخدم في العديد من الصناعات الحيوية مثل صناعة السيارات والإلكترونيات. إذا تم استخراج هذه المعادن وطرحها في السوق، قد يؤدي ذلك إلى تحول غير مسبوق في الاقتصاد العالمي، مع إمكانية جعل كل فرد على كوكب الأرض مليارديرًا؛ حيث يُقدّر أن يحصل كل شخص على حوالي 1.2 مليار دولار.
على الرغم من الإثارة الاقتصادية التي يثيرها الكويكب، فإن الهدف الأساسي من دراسته لا يتعلق بالثروة فحسب. يَبلُغ قطر الكويكب “16 Psyche” حوالي 220 كيلومترًا، ويحتوي على نسبة تتراوح بين 30% و60% من المعادن، مما يجعله فريدًا بين الكويكبات الأخرى التي تتكوَّن عادةً من الصخور أو الجليد.
يجدر الإشارة إلى أن هذا التكوين قد دفع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إلى السعي نحو بحث تكوين هذا الكويكب المعدني ومعرفة المزيد عن تكوين الكواكب بشكل عام؛ حيث يُعتقَد أن هذا الكويكب هو بقايا “لب” كوكب قديم دُمِّر في مراحل مبكرة من النظام الشمسي، مما قد يساعد العلماء في فهم كيفية تكوّن الكواكب في المراحل الأولى للكون.
ومن الناحية الاقتصادية، يثير الكويكب بعض المخاوف بين الخبراء. فقد أشاروا إلى أن ضخَّ مثل هذه الثروة الضخمة في السوق قد يُزعزع الاقتصاد العالمي. كما قد يؤدي ظهور هذه القيمة الهائلة بشكل مُفاجئ إلى تغيير النظام الاقتصادي الحر وحدوث تقلبات اقتصادية كبرى.
في الختام، تبقى التساؤلات مطروحة حول ما إذا كان من المستطاع في المستقبل جلب هذه المعادن إلى الأرض وكيفية تأثير ذلك على الحياة الاقتصادية. ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن اكتشاف الكويكب “16 Psyche” يظل أحد أبرز المعالم الفلكية التي قد تمثل نقطة تحول في تاريخ العلم والاقتصاد.
كتابة وإعداد: منى مجدي