
شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية أمس قمة وُصفت بالتاريخية برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب وبمشاركة أكثر من 30 من قادة الدول العربية والأوروبية والآسيوية. وأُعلن فيها توقيع وثيقة دعم اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة في خطوة تعزز الآمال بفتح صفحة جديدة للسلام في الشرق الأوسط.
غياب إيران عن القمة أثار جدلا واسعا في طهران حيث انقسمت المواقف بين التيار المحافظ الذي عدّ القرار موقفا مبدئيا يعكس “ثبات إيران في مواجهة الغرب” والتيار الإصلاحي الذي رأى فيه مؤشرا على “عزلة متزايدة” تضعف الدور الإقليمي للبلاد، وفق تقرير نشره موقع “العربية“.
الصحف الأصولية الإيرانية رحّبت بقرار المقاطعة. صحيفة “كيهان“، المقربة من مكتب المرشد الأعلى، وصفت الغياب بأنه “قرار حكيم يُفشل مؤامرة واشنطن لعزل محور المقاومة” معتبرة أن المشاركة في قمة برعاية أمريكية “خيانة لدماء شهداء غزة”.
صحيفة “طجوان” التابعة للحرس الثوري قالت إن القمة “محاولة لإعادة رسم خريطة المنطقة وفق إرادة النظام الدولي” بينما رأت صحيفة “رسالت” أن “هدف المؤتمر هو تمرير صفقة تهمّش المقاومة وتستهدف استقلال شعوب المنطقة”.
في المقابل، وجّهت الصحف الإصلاحية انتقادات حادة للحكومة. صحيفة “هم ميهن” كتبت أن عدم المشاركة يعكس عزلة سياسية متزايدة متسائلة عن جدوى رفض القمة في وقت يسعى فيه الوفد الإيراني للقاءات دبلوماسية في نيويورك.
المفكر الإصلاحي عماد الدين باقي حذر من أن غياب إيران عن المفاوضات الإقليمية “يعرّضها للتهميش”، بينما اعتبر الصحافي أحمد زيدآبادي أن “الضغوط المقبلة ستجبر طهران على مواءمة سياساتها مع النظام العالمي الجديد”.
من جانبه، برر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي موقف بلاده قائلا على منصة “إكس”: “لا يمكننا التفاعل مع من هاجموا الشعب الإيراني وما زالوا يفرضون العقوبات”.
القمة التي دعا إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستضافها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، غابت عنها إسرائيل وحركة حماس أيضا، رغم توجيه دعوة رسمية إلى طهران.
وفي تطور لاحق، انتقدت الخارجية الإيرانية تصريحات ترامب التي دعا فيها إيران إلى “تغيير جذري في سياساتها الخارجية” واعترافها بحق إسرائيل في الوجود ووصفتها بأنها “باطلة وغير مسؤولة” متهمة واشنطن بـ”العداء وازدواجية المعايير”.
يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد شاركت في يونيو الماضي مع إسرائيل في قصف منشآت نووية إيرانية بعد تعثر خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة. وتصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فيما تتهمها دول غربية بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي.
Web Desk




