آراء و مقالات

مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.. إلى أين؟

صورة: brookings

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا توترًا ملحوظًا عقب اجتماع ساخن جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، انتهى دون توقيع اتفاقية المعادن التي كانت قيد التفاوض بين البلدين.

وبحسب مصادر أمريكية مطلعة، فإن اللقاء الذي عُقد يوم الجمعة في المكتب البيضاوي تحول إلى مشادة كلامية حادة حيث وجه ترامب ونائبه جي دي فانس انتقادات لاذعة لزيلينسكي متهمين إياه بسوء إدارة الحرب ومحملين إياه مسؤولية استمرارها.

وفي أعقاب هذا التوتر، كشفت مصادر في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض يدرس بجدية وقف المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا دون حسم قرار نهائي بهذا الشأن حتى الآن. وأشارت المصادر إلى أن هذا الطرح سبق أن طُرح خلال مناقشات داخلية في أروقة الإدارة الجديدة، بحسب ما نشرته شبكة “ABC“.

يأتي ذلك في وقت كانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد سارعت قبل نهاية ولايتها بإرسال شحنات كبيرة من الأسلحة لأوكرانيا، بالإضافة إلى تخصيص 3.85 مليار دولار ضمن “سلطة السحب الرئاسي” وهو مبلغ تركت إدارته بالكامل لترامب وفريقه.

وعلى الجانب الأوروبي، قام قادة القارة لعقد قمة طارئة اليوم الأحد لبحث تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا. كما سيلتقي الرئيس زيلينسكي الملك تشارلز الثالث خلال زيارته إلى لندن.

وفي تعليق لافت، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس ترامب “أكل زيلينسكي حيًا” خلال الاجتماع ووصفت اللقاء بأنه كان “متوترًا ومريرًا منذ اللحظة الأولى” مؤكدة أن زيلينسكي فشل في إدراك أن البيت الأبيض بات تحت قيادة جديدة تختلف تمامًا عن الإدارة السابقة.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه لم يتواصل مع زيلينسكي منذ الاجتماع مؤكدًا أن “واشنطن ستكون مستعدة لإعادة فتح قنوات التواصل عندما يكون الجانب الأوكراني جاهزًا للسلام.”

في السياق ذاته، اعتبر عضو الكونغرس مايكل والتز أن واشنطن بحاجة إلى شريك قادر على التفاوض مع الروس في نهاية المطاف محذرًا من أن المصالح الشخصية أو السياسية للرئيس زيلينسكي قد تتعارض مع هدف إنهاء الحرب. كما انتقد والترز ما وصفه بنهج زيلينسكي “الاستباقي” في طلب ضمانات أمنية قبل الدخول في أي مفاوضات جدية.

في ظل هذه الأجواء المتوترة، تجد أوكرانيا نفسها في موقع حرج بين الضغوط الأمريكية المتزايدة والدعوات الأوروبية لإيجاد حل سياسي سريع وبين واقع ميداني يزداد تعقيدًا على الجبهات.

معركة زيلينسكي اليوم لم تعد فقط في ساحات القتال، بل في أروقة السياسة الدولية حيث تتداخل المصالح الكبرى وتتحدد مصائر الدول بقرارات يتخذها قادة يجلسون على طاولات المفاوضات وليس فقط في ساحات الحرب.

العلاقات الأمريكية الأوكرانية على مفترق طرق خطير. ما بين توقف المساعدات العسكرية وتوتر العلاقات السياسية وضبابية الاتفاقيات الاقتصادية، تجد كييف نفسها أمام معادلة معقدة عنوانها: “النجاة في زمن التحالفات المتغيرة.”

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري ل UrKish News.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء تعطيل حاجب الإعلانات للاستمرار في استخدام موقعنا