بكين – في خضم تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، برز نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفينغ (He Lifeng) كأحد الشخصيات الأساسية في إدارة الأزمة معززًا مكانته كلاعب رئيسي في المشهد الاقتصادي العالمي.
حظي خه المقرّب من الرئيس الصيني شي جين بينغ بإعجاب رجال أعمال غربيين خلال مشاركتهم الأخيرة في منتدى الأعمال ببكين حيث وصفه بعضهم بأنه أكثر ثقة وفعالية مما كان عليه سابقًا. ويأتي ذلك في وقت فرضت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 145% على معظم السلع الصينية ضمن ما أطلق عليه ترامب “يوم التحرير” الاقتصادي.
رغم مطالبة ترامب بإجراء محادثات مباشرة مع شي، تشير المؤشرات إلى أن خه ليفينغ سيكون القناة الأبرز لأي مفاوضات مرتقبة بين بكين وواشنطن. فقد عقد خه أكثر من 60 اجتماعًا مع مستثمرين ودبلوماسيين أجانب خلال العام الماضي، وفق مراجعة قامت بها وكالة رويترز.
ويشرف خه الذي تولى سابقًا رئاسة وكالة التخطيط الاقتصادي الصينية على ملف السياسات التجارية والمالية ويدافع بشدة عن استراتيجية التصدير الصينية رغم الضغوط الغربية لخفض الفائض التجاري الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تقليصه بنحو 300 مليار دولار.
وبرغم تحسن قدرته على التواصل مع الغرب، يرى مراقبون أن خه لا يقدم رؤى سياسية مبتكرة بل يتمسك بسياسات تقليدية تركز على دعم قطاع التصنيع وتحقيق فائض تجاري ضخم.
ويتوقع أن يواصل خه دوره البارز في جولات الحوار القادمة حيث يعتزم زيارة باريس الشهر المقبل لبحث قضايا تجارية مع الاتحاد الأوروبي في مقدمتها الرسوم المفروضة على واردات الكونياك.
يذكر أن خه شغل سابقًا مناصب محلية مهمة في مقاطعة فوجيان ومدينة تيانجين حيث ارتبط اسمه بمشاريع تجديد حضري واسعة النطاق وارتبط اسمه بلقب “المهدم” نتيجة توجهه المكثف نحو البنية التحتية والتنمية العقارية.
وبحسب محللين، فإن خه -المتوقع أن يتقاعد بحلول عام 2027- يظل أولوية بالنسبة له تنفيذ توجيهات الرئيس شي جين بينغ بشكل دقيق ما يجعله حاسمًا في أي تحركات صينية مستقبلية على الساحة الاقتصادية الدولية.
Web Desk
