كشفت صور فضائية حديثة عن قيام الصين ببناء منشأة ضخمة للبحث في مجال الاندماج النووي باستخدام الليزر في مدينة ميانيانغ بجنوب غرب البلاد، وهو مشروع قد يُحدث نقلة نوعية في تصميم الأسلحة النووية واستكشاف مصادر طاقة المستقبل، بحسب تقرير لوكالة “رويترز” اطلعت عليه “UrKish News“.
تُظهر الصور أربع وحدات جانبية مُخصصة لتجهيز الليزر وقاعة تجارب مركزية تحتوي على غرفة تُدمج فيها نظائر الهيدروجين باستخدام أشعة ليزر فائقة القوة لإنتاج الطاقة. ووفقًا للباحث “ديكر إيفيليث” من مؤسسة CNA الأمريكية فإن تصميم المنشأة الصينية يشبه إلى حد كبير منشأة الإشعال الوطني (NIF) في كاليفورنيا والتي تُعد حاليًا الأكبر عالميًا. ومع ذلك، يشير إيفيليث إلى أن المنشأة الصينية أكبر بنسبة 50% من NIF.
يسعى المشروع الجديد إلى دراسة التفاعلات النووية بهدف تطوير مصادر طاقة نظيفة تعتمد على الهيدروجين، بالإضافة إلى تحسين تقنيات تصميم الأسلحة النووية دون الحاجة إلى اختبارات تفجيرية مباشرة وهي خطوة تعكس تقدم الصين في مجال التكنولوجيا النووية.
ورغم تحفُّظ السلطات الصينية على التعليق أكدت وثائق بناء حصلت عليها وكالة “رويترز” أن المنشأة تحمل اسم “مختبر جهاز الاندماج الليزري الرئيسي“.
يأتي المشروع وسط سباق عالمي للتفوق في تكنولوجيا الاندماج النووي. ويقول خبراء: إن وجود منشآت مماثلة في دول أخرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ليس مصدر قلق في حد ذاته، لكنه يعكس التنافس الشديد بين القوى النووية الكبرى.
وأوضح “سيغفريد هيكر” المدير السابق لمختبر لوس ألاموس الوطني: أن هذه التجارب أساسية لضمان أمان الترسانات النووية مشيرًا إلى أن الدول التي لديها عدد محدود من التجارب السابقة – مثل الصين التي أجرت 45 تجربة مقارنة بـ 1054 تجربة أجرتها الولايات المتحدة – قد تواجه تحديات في الاستفادة الكاملة من هذه التكنولوجيا.
تتوافق هذه الأبحاث مع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي تحظر الاختبارات النووية الفعلية، لكنها تسمح بتجارب فرعية وأبحاث تعتمد على تكنولوجيا الليزر.
من المتوقع أن تشكل المنشأة الجديدة خطوة كبيرة في تطوير تقنيات الطاقة النظيفة وتوسيع نطاق الابتكار العلمي في الصين مما يزيد من حدة التنافس العلمي والسياسي بين القوى الكبرى.
Web Desk
