
شهدت الأسواق العالمية في الأيام الماضية تراجعًا حادًا ما أثار موجة من القلق بين المستثمرين وسط مخاوف من أن يكون هذا الانخفاض مقدمة لأزمة مالية جديدة شبيهة بتلك التي ضربت الاقتصاد العالمي عام 2008. وقد انعكست هذه الاضطرابات على أسواق الأسهم والسلع والسندات محدثة حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي.
العوامل الرئيسية وراء التراجع
في تحليل نشرته صحيفة Financial Times، أوضح الخبير الاقتصادي محمد العريان: أن الأسواق الأمريكية كانت في قلب العاصفة حيث سجلت الأسهم الأمريكية أداءً ضعيفًا مقارنة بالأسواق الأخرى ما يعكس تحولًا كبيرًا في توقعات المستثمرين تجاه الاقتصاد الأمريكي والأوروبي وأيضًا الصيني بدرجة أقل.
ويرى العريان أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تقف وراء هذا التحول الجذري، وهي:
- تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي حيث بدأت الثقة في تفوقه الاقتصادي تتراجع خاصة مع انخفاض الأسهم وعائدات السندات إلى جانب ضعف الدولار.
- التغيرات السياسية والمالية المحتملة في أوروبا، لا سيما مع وجود إشارات إلى تحول في السياسة المالية في ألمانيا قد يؤثر على التمويل الأوروبي.
- استجابة سياسية أكثر تشددًا من الصين وسط مؤشرات على تدخل أقوى في الأسواق والسياسات المالية.
انعكاسات على الأسواق العالمية
ويشير العريان إلى أن الأسواق التي كانت تتعامل في البداية مع إشارات على الركود التضخمي، أصبحت الآن تواجه مخاوف تقليدية تتعلق بتباطؤ النمو وذلك في ظل حالة عدم اليقين الناجمة عن السياسات الأمريكية المتذبذبة بما في ذلك فرض رسوم جمركية متقطعة على الشركاء التجاريين مثل كندا والمكسيك وتأثيرات تخفيضات القطاع العام على التوظيف والدخل.
الموقف الرسمي الأمريكي
من جهتها، قللت الحكومة الأمريكية من خطورة هذه الاضطرابات معتبرةً أنها “مرحلة مؤقتة” في طريق تحقيق إصلاحات اقتصادية تهدف إلى تحقيق تجارة دولية أكثر عدالة وتعزيز كفاءة القطاع العام وتقليل الاعتماد على التمويل الخارجي، فضلًا عن دعم ريادة الأعمال والنشاط في القطاع الخاص.
كما يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن هذه التقلبات لن تستمر طويلًا متوقعين تحسن الأوضاع الاقتصادية مدعومًا بانخفاض أسعار الطاقة والتخفيضات الضريبية وتخفيف القيود التنظيمية.
ترقب وحذر
وفي ظل هذه التغيرات، تبقى الأسواق العالمية في حالة من الترقب حيث يترقب المستثمرون مدى تأثير هذه العوامل على الاقتصاد العالمي وما إذا كان هذا التراجع مجرد تصحيح مؤقت أم مقدمة لأزمة اقتصادية طويلة الأمد.
Web Desk