
عبّر بيل غيتس الملياردير ومؤسس شركة مايكروسوفت عن قلقه البالغ بشأن تأثير الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على أجيال الشباب، مشيرًا إلى أن هذه التكنولوجيا قد تساهم في تدهور مهاراتهم الاجتماعية والنفسية. في مدونته الشهرية كشف غيتس عن مخاوفه من أن هذا التحول التكنولوجي سيحرم الأطفال من الفرص التي كانت متاحة له في شبابه مثل الوقت المخصص للاستكشاف والقراءة والتفكير بعيدًا عن الإلهاءات الحديثة.
وأشار غيتس إلى أن نجاحه المهني كان جزئيًا نتيجة لتوفير وقت فراغ له في طفولته بعيدًا عن التكنولوجيا ما مكنه من تطوير مهارات حاسمة. هذه المخاوف تتماشى مع ما جاء في كتاب “الجيل القلق” للمؤلف جوناثان هايدت الذي ألقى الضوء على التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على الصحة النفسية للأطفال وزيادة معدلات القلق والاكتئاب بين المراهقين.
كما أظهرت دراسة حديثة من مركز بيو للأبحاث أن 95% من المراهقين في الولايات المتحدة يستخدمون الهواتف الذكية بشكل منتظم، مقارنة بنسبة 23% في عام 2011 ما يسلط الضوء على كيفية تأثير الشاشات على حياتهم اليومية.
المخاطر النفسية
في هذا السياق، حذر الجراح العام الأميركي في عام 2023 فيفيك مورثي من الآثار النفسية السلبية للاستخدام المستمر للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أنه يسهم في ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب. من جهته، أكد زاك راوش الباحث الرئيسي لدى هايدت أن الشباب اليوم يعانون من صعوبة في الحفاظ على التركيز لفترات طويلة سواء في المدرسة أو أثناء القراءة بسبب الانشغال المستمر بالإشعارات من أجهزتهم المحمولة.
نصائح للآباء في العصر الرقمي
في ضوء هذه المخاوف، دعا هايدت وراوش الآباء إلى اتباع أربع نصائح أساسية لحماية الأطفال من تأثير الهواتف الذكية:
– عدم السماح للأطفال باستخدام الهواتف الذكية قبل سن 14 عامًا وتقديم هواتف بسيطة تتضمن فقط المكالمات والرسائل.
– منع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل سن 16 عامًا.
– حظر الهواتف الذكية في المدارس لتعزيز التركيز وتجنب الإلهاءات.
– تشجيع المزيد من اللعب الحر والاستقلالية للأطفال من جميع الأعمار مع تمديد فترات الاستراحة في المدارس.
هذه التوصيات تهدف إلى تقليل التأثير السلبي للتكنولوجيا على الأطفال وتحسين مهاراتهم الاجتماعية والنفسية.