
وكالة ناسا – في خطوة جديدة نحو فهم الكون يواصل العلماء استكشاف أسرار المادة المظلمة والطاقة المظلمة وهما من أكثر مكونات الكون غموضًا وإثارة للاهتمام. ورغم أن المادة الطبيعية المكونة من الذرات والجسيمات التي نعرفها لا تشكل سوى 5% من الكون، فإن المادة المظلمة والطاقة المظلمة تشكلان النسبة الأكبر حيث تساهمان بنحو 27% و68% على التوالي.
المادة المظلمة التي لا تعكس أو تمتص الضوء تمثل لغزًا مستمرًا. اكتشف العلماء وجودها في ثلاثينيات القرن الماضي حين لاحظ عالم الفلك السويسري فريتز زويكي حركات غير متوقعة في عناقيد المجرات. وأكدت عالمة الفلك الأمريكية فيرا روبين في السبعينيات وجود هذه المادة من خلال دراسة دوران المجرات.
أما الطاقة المظلمة التي يُعتقد أنها القوة الطاردة التي تدفع الكون نحو التوسع المتسارع فقد ظهرت لأول مرة في التسعينيات من خلال ملاحظات المستعرات العظمى. ورغم أن العلماء لا يزالون يجهلون طبيعتها فإنهم يعتقدون أنها مسؤولة عن استمرار توسع الكون بمعدل أسرع مما كان عليه في الماضي.
في إطار الجهود المستمرة لفهم هذه الظواهر يستخدم الباحثون أدوات متطورة مثل مرصد شاندرا للأشعة السينية وتلسكوبات أخرى في القطب الجنوبي وأريزونا لرسم خرائط دقيقة للمادة المظلمة ودراسة آثار الطاقة المظلمة على تطور عناقيد المجرات.
مشاريع طموحة مثل BOSS وDESI تهدف إلى إنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد لتوزيع المجرات مما يساعد العلماء على قياس تأثير الطاقة المظلمة عبر مليارات السنين.
مع استمرار هذه الأبحاث، يبقى الأمل في أن تقود الاكتشافات المستقبلية إلى فهم أعمق لطبيعة الكون وأصوله وتقديم إجابات للأسئلة التي طالما حيرت البشرية.
Web Desk