اقتصادالحرب التجارية

العقوبات على “روسنفت” و”لوك أويل” تضع الهند والصين أمام خيارات صعبة

globelynews

وكالات – فرضت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، عقوبات على أكبر شركتين للنفط في روسيا، “روسنفت” و”لوك أويل” في خطوة وُصفت بأنها الأشد منذ بدء الحرب في أوكرانيا بهدف تقليص قدرة الكرملين على تمويل عملياته العسكرية.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن العقوبات جاءت بسبب “عدم التزام موسكو الجاد بإنهاء الحرب” وحددت يوم 21 نوفمبر موعدا نهائيا لإنهاء تعامل الشركات الأجنبية مع الشركتين الروسيتين لتجنب اضطرابات فورية في الأسواق.

تشكل روسنفت ولوك أويل معا نحو نصف صادرات النفط الروسية اليومية البالغة أكثر من 4 ملايين برميل وهي الكميات التي وجدت أسواقا مستقرة في آسيا، خصوصا في الصين والهند، منذ فرض الغرب سقف السعر عند 60 دولارا للبرميل نهاية عام 2022.

يرأس “روسنفت” إيغور سيتشين المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين وبلغ إنتاج الشركة عام 2024 نحو 3.7 ملايين برميل يوميا من النفط ومكثفات الغاز أي ما يعادل 3.3% من الإنتاج العالمي بأرباح وصلت إلى 1.08 تريليون روبل (13.28 مليار دولار).
ووقّعت الشركة العام الماضي صفقة توريد مع شركة “ريلاينس” الهندية لمدة عشر سنوات لتسليم 500 ألف برميل يوميا كما تمتلك حصة 49% في شركة “نايارا” الهندية التي تدير مصفاة فادينار بطاقة 400 ألف برميل يوميا. ووضعت ألمانيا أصول “روسنفت” في مصافي شفيت وميرو وبايرن أويل تحت وصاية الحكومة في سبتمبر 2022.

أما “لوك أويل“، ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، فتمثل نحو 2% من الإنتاج العالمي. بلغ إنتاجها المحلي العام الماضي 1.61 مليون برميل يوميا بإجمالي أرباح بلغ 848.5 مليار روبل. وتمتلك الشركة 75% من حقل غرب القرنة-2 في العراق الذي ينتج أكثر من 480 ألف برميل يوميا، إضافة إلى مصافٍ في بلغاريا ورومانيا وشبكات توزيع في أوروبا وآسيا الوسطى وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وقالت محللة النفط في شركة Kpler مويو شو إن العقوبات تمثل “تصعيدا كبيرا” متوقعة أن يدفع ذلك بعض المشترين الآسيويين إلى خفض أو تعليق مشترياتهم مؤقتا. ومن المتوقع أن تتأثر عدة مصافٍ هندية، بينها ريلاينس وNayara Energy وHPCL-Mittal Energy، نتيجة مراجعة العقود مع الموردين الروس.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في القطاع أن شركات التكرير الهندية قد تقلص وارداتها من النفط الروسي بشكل حاد بينما تدرس “ريلاينس” وقفها تماما في حين ستواصل الصين الحصول على النفط عبر خطوط الأنابيب.

وارتفعت أسعار النفط بعد إعلان العقوبات، إذ صعد خام برنت بنسبة 5.35% إلى 65.94 دولارا للبرميل بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 5.9% إلى 61.95 دولارا. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك” إن المصافي الآسيوية ستبحث عن مصادر بديلة لتفادي الاستبعاد من النظام المالي الغربي.

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الوقت قد حان لاتخاذ هذه الخطوة بعد فشل المساعي الدبلوماسية مع موسكو. وجاءت الخطوة الأمريكية بعد أيام من فرض بريطانيا عقوبات مماثلة وموافقة الاتحاد الأوروبي على الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات التي تشمل حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي وإجراءات إضافية ضد قطاعي النفط والطاقة.

وقالت المحللة بريانكا ساشديفا من “فيليب نوفا” إن الهدف من العقوبات هو “خنق الإيرادات التي تمول بها روسيا الحرب في أوكرانيا”. ورغم القفزة السعرية في الأسواق، يشكك محللون في حدوث تحول جذري في المعروض النفطي إذ تعتمد النتائج على رد الهند وقدرة موسكو على إيجاد مشترين جدد وسط توقعات بتأثير محدود ومؤقت على الإمدادات العالمية.

Web Desk

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى