
نائلة ارشد
في عالمنا الرقمي المتسارع، حيث تتزايد أعداد المواقع الإلكترونية يوماً بعد يوم لم يعد امتلاك موقع إلكتروني أو منصة رقمية كافيًا للوصول إلى الجمهور المستهدف. هنا يبرز دور تحسين محركات البحث أو ما يُعرف اختصارًا بـ SEO كأداة حاسمة تُمكن المحتوى من الظهور في الصفحات الأولى لمحركات البحث، وعلى رأسها “جوجل“.
البداية.. الحاجة أم الابتكار
ظهرت الحاجة إلى السيو منذ بداية التسعينات وتحديدًا بعد إطلاق أول موقع إلكتروني عام 1991. تزايد عدد المواقع بشكل كبير ومعه ازدادت كمية المحتوى المنشور، الأمر الذي صعّب على المستخدمين الوصول إلى المعلومات بسهولة. ومن هنا، ظهرت الحاجة إلى تنظيم هذا المحتوى وتصنيفه لتكون تلك نقطة الانطلاق نحو تطوير محركات البحث.
وفي عام 1996، طور طالبان من جامعة ستانفورد، هما “سيرجي برين” و”لاري بيج“، محرك بحث جديد أُطلق عليه في البداية اسم “BackRub” والذي تغير لاحقًا إلى الاسم الذي أصبح جزءًا من حياتنا اليومية: Google.
اعتمد هذا المحرك على خوارزميات معقدة تقوم بفرز وتحليل وفهم المحتوى مما أدى إلى ولادة علم جديد سُمي بـ “تحسين محركات البحث” أو “SEO”.
ما هو السيو؟ ولماذا هو مهم؟
SEO هو مجموعة من التقنيات والاستراتيجيات التي تُستخدم لتحسين ظهور موقع إلكتروني أو محتوى معين في نتائج محركات البحث. وكلما تم تحسين السيو بشكل صحيح زادت فرص ظهور المحتوى في الصفحات الأولى، وبالتالي زيادة عدد الزوار والمستخدمين.
يُعد فهم أساسيات السيو ضرورة لأي شخص يعمل في مجال التدوين والتسويق الرقمي أو إنتاج المحتوى على الإنترنت. فبدون تطبيق مبادئ السيو، قد يبقى المحتوى مدفونًا في أعماق صفحات البحث بعيدًا عن أنظار الجمهور.
أنواع السيو: ثلاثة محاور أساسية
السيو التقني (Technical SEO):
يُطبق عند إنشاء الموقع لأول مرة ويتضمن إعداد البنية الأساسية للموقع مثل: عنوان الموقع والوصف ووسوم الميتا وإعدادات الزحف والفهرسة. هذا النوع يتم مرة واحدة غالبًا ولا يحتاج لتكرار.
السيو الداخلي (On-page SEO):
يركز على تحسين المحتوى داخل الموقع نفسه. ويعتمد على استخدام الكلمات المفتاحية بشكل ذكي في العنوان والفقرات والصور والعناوين الفرعية. الهدف هو مساعدة محرك البحث على فهم طبيعة المحتوى وربطه بالكلمات التي يبحث عنها المستخدمون.
السيو الخارجي (Off-page SEO):
وهو الجزء الذي يتعامل مع الترويج للموقع خارجيًا. يشمل بناء روابط خلفية (Backlinks) من مواقع أخرى ومشاركة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي وكتابة مقالات كضيف في مواقع أخرى. هذا النوع يعزز من مصداقية الموقع ويزيد من فرص ظهوره في نتائج البحث.
روابط خلفية… ولكن بحذر
رغم أهمية الروابط الخلفية إلا أن جودتها تفوق كميتها. يجب أن تكون هذه الروابط من مواقع موثوقة وذات صلة بالمحتوى. إذ أن الاستخدام العشوائي والمفرط للروابط قد يؤدي إلى تراجع ترتيب الموقع بدلًا من تحسينه.
التحديثات المستمرة… تحدٍ وفرصة
تعتمد جوجل على خوارزميات تتطور باستمرار. ورغم أن الأساسيات لم تتغير كثيرًا منذ قرابة عقد من الزمان إلا أن التحديثات التي تطبقها جوجل تُجبر محترفي السيو على البقاء في حالة متابعة دائمة. هذه التحديثات تهدف إلى محاربة الممارسات المضللة وضمان أن المحتوى الجيد والمفيد هو الذي يتصدر النتائج.
في الختام: السيو ليس مجرد خيار بل ضرورة لأي فرد أو مؤسسة تسعى للنجاح في العالم الرقمي. إنه الجسر بين المحتوى والمستخدم والوسيلة التي تضمن أن ما تُقدمه لا يضيع وسط زحام المعلومات. فهم أساسيات السيو وتطبيقها بالشكل الصحيح هو أول خطوة نحو الظهور والتأثير والتميّز.
المقال باللغة الأردية نشرته صفحة Naila Arshad وتم نقله إلى اللغة العربية بواسطة ثاقب احمد، والآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لـ UrKish News.