
توفيت طفلة فلسطينية، اليوم الأحد، نتيجة مضاعفات سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر وسط تحذيرات منظمات دولية من انهيار كامل للنظام الصحي في القطاع.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) فارقت الحياة في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح نتيجة الجوع وسوء التغذية بينما تواجه المستشفيات في غزة عجزا شديدا في الأدوية والأسِرّة وتعاني من نقص حاد في الإمكانات لمواجهة تدفق مئات الحالات التي تعاني من الإجهاد وسوء التغذية الحاد.
وفي السياق، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في بيان على صفحتها الرسمية أن “السلطات الإسرائيلية تجوع المدنيين في غزة ومن بينهم مليون طفل” داعية إلى رفع الحصار فورا والسماح بدخول الغذاء والدواء إلى القطاع المحاصر.
وأوضحت الوكالة أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعفت بين شهري مارس ويونيو الماضيين مشيرة إلى أنها أجرت نحو 74 ألف فحص تغذية رُصد خلالها أكثر من 5,500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل وأكثر من 800 حالة من النوع الأشد خطورة.
في غضون ذلك، تتواصل عمليات استهداف الفلسطينيين المتجمعين في نقاط توزيع المساعدات حيث قُتل يوم السبت 32 مدنيا وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح متفاوتة جراء قصف استهدف نقطة لتوزيع المساعدات في شارع الطينة بمدينة خان يونس. كما قُتل الجمعة 14 فلسطينيا آخرين أثناء انتظارهم للمساعدات بينما توقفت شاحنات الإغاثة عن الدخول منذ أكثر من أسبوع.
ووفق إحصائيات وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ أواخر مايو الماضي إلى 891 قتيلا فيما تجاوز عدد المصابين 5,754 معظمهم من المدنيين الذين سقطوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.
وفي تطور لافت، دعا الوزير الأول في اسكتلندا جون سويني الحكومة البريطانية إلى التحرك العاجل لإجلاء الأطفال المصابين من غزة لتلقي العلاج في المملكة المتحدة. وأكد، في رسالة بعث بها إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن اسكتلندا “مستعدة لاستقبال بعض الأطفال الجرحى ضمن نظام الخدمات الصحية الوطنية” لكنه لم يتلق أي رد حتى الآن.
وقال سويني في بيان نقلته وكالة “بي إيه ميديا“:
“إنه لأمر محزن للغاية أن الحكومة البريطانية رفضت حتى الآن الدخول في حوار بشأن الإجلاء الطبي للأطفال في غزة، الذين، بدون رعاية طبية مناسبة، سيتركون ليموتوا” مشيرا إلى أن النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار والمستشفيات تُستهدف بشكل متكرر ويعمل الأطباء في ظروف قاسية دون كهرباء أو معدات كافية.
وأكد الوزير أن اسكتلندا مستعدة “للقيام بما هو مطلوب لإنقاذ حياة أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأطفال” مشددا على أن المبادرة جاءت بالتنسيق مع منظمة “يونيسف” وتهدف إلى توفير علاج عاجل للأطفال الذين هم في “سباق مع الزمن”.
وختم سويني دعوته بالقول:
“لا يمكننا تنفيذ هذه الخطوة الإنسانية من دون دعم حكومة حزب العمال لتسهيل خروج الأطفال من غزة عبر نظام التأشيرات البريطاني وأحث رئيس الوزراء على التواصل الفوري معنا لإنقاذ أرواح الأبرياء”.
Web Desk