إسرائيل تقترح هدنة مشروطة في غزة.. وحماس ترد بمرونة مشروطة بوقف الحرب

تسلمت السلطات المصرية مقترحاً إسرائيلياً جديداً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يتضمن هدنة مؤقتة ومراحل لتبادل الأسرى، إلى جانب شروط تتعلق بنزع سلاح حركة حماس وبدء مفاوضات لوقف دائم للقتال، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لـ”العربية“.

ويتضمن المقترح الذي أُحيل إلى حماس عبر القاهرة، الإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين في اليوم الثاني من الهدنة يعقبها انسحاب الجيش الإسرائيلي من رفح. وفي اليوم الثالث، تبدأ مفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار ونزع سلاح حماس. وفي اليوم السابع، تفرج الحركة عن أربعة أسرى مقابل إطلاق سراح 54 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد و500 معتقل تم احتجازهم بعد 7 أكتوبر.

كما ينص المقترح الإسرائيلي على إعادة انتشار الجيش شرق شارع صلاح الدين وإدخال مساعدات إنسانية ومعدات لإيواء النازحين بعد الإفراج عن أول دفعة من الأسرى. واشترطت إسرائيل أن تتم عمليات الإفراج عن أسراها دون أي مراسم علنية مع آلية لضمان وصول المساعدات للمدنيين فقط.

في المقابل، أكدت مصادر من حركة حماس أنها ما زالت تدرس المقترح لكنها شددت على أن “وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة” شرط لأي اتفاق لتبادل الأسرى. وأفاد مسؤولون في الحركة بأن إسرائيل تسعى لاستعادة أسراها دون الالتزام بوقف شامل للحرب.

وأبدت الحركة بحسب المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي طاهر النونو استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من القطاع مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة.

وأشار النونو إلى أن حماس أبدت مرونة كبيرة خلال المفاوضات حتى أنها عرضت التحول إلى حزب سياسي ومغادرة بعض قياداتها غزة بضمانات بعدم الملاحقة. لكنه أكد أن “سلاح المقاومة خط أحمر” مشدداً على أن نزع السلاح “ليس مطروحاً للتفاوض“.

وعقد وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية اجتماعات مكثفة في القاهرة مع مسؤولين مصريين وقطريين لبحث سبل التوصل لاتفاق. إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت لوكالة فرانس برس أن الاجتماعات انتهت دون تحقيق تقدم ملموس.

في الوقت ذاته، نفى مصدر مصري لوكالة رويترز وجود أي انفراجة في المحادثات مشيراً إلى أن حماس طلبت مهلة إضافية للرد على المقترح الإسرائيلي بينما طلبت القاهرة ضمانات دولية لتنفيذ أي اتفاق محتمل.

وتأتي هذه التحركات السياسية وسط استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى منذ بداية الحرب ارتفع إلى أكثر من 50,944 شهيداً، بينهم 1,574 منذ استئناف القصف في 18 مارس الماضي.