رويترز – أثار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” موجة انتقادات دولية بعد إعلانه عن خطة تقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه في دول أخرى بهدف تحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط“.
ولقيت تصريحات ترامب التي جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضًا واسعًا من قبل المجتمع الدولي حيث وصفتها السعودية بـ”المرفوضة تمامًا” فيما اعتبرتها تركيا “غير مقبولة“، وأكدت فرنسا أنها قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة. كما شددت كل من روسيا والصين وإسبانيا وإيرلندا والمملكة المتحدة على دعمها لحل الدولتين باعتباره الأساس الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
موجة غضب دولية
وأعربت الصين عن معارضتها لأي عملية نقل قسري للفلسطينيين حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية “لين جيان” أن “الحكم الفلسطيني لفلسطين هو مبدأ أساسي في أي تسوية ما بعد النزاع” مجددًا دعم بلاده لحل الدولتين.
من جهتها، اعتبرت فرنسا أن تهجير سكان غزة يعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي ويشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار في المنطقة.
أما حركة حماس، فقد وصفت الخطة بأنها “عبثية وسخيفة” محذرة من أن تنفيذها قد يؤدي إلى إشعال المنطقة. وقال القيادي في الحركة “سامي أبو زهري”: إن حماس ملتزمة بوقف إطلاق النار مع إسرائيل وتعمل على إنجاح المفاوضات الجارية.
تهجير قسري أم تسوية سياسية؟
ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب تمثل تحولًا جذريًا في السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي إذ تتعارض مع النهج التقليدي الذي يعتبر غزة جزءًا من أي دولة فلسطينية مستقبلية.
وفي هذا السياق، قال السيناتور الديمقراطي الأمريكي “كريس ميرفي”: إن “ترامب فقد صوابه تمامًا… غزو أمريكي لغزة سيؤدي إلى مقتل الآلاف من الجنود الأمريكيين وإلى عقود من الحرب في الشرق الأوسط”.
مخاوف فلسطينية من “نكبة جديدة”
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع تصاعدت المخاوف بين الفلسطينيين من أن تؤدي هذه الخطة إلى “نكبة” جديدة على غرار ما حدث عام 1948.
وقال المواطن الغزي “سمير أبو باسل” وهو أب لخمسة أطفال في حديث لوكالة رويترز: “هذه أرضنا ولن نغادرها. إذا أراد ترامب حل الصراع فليأخذ الإسرائيليين إلى إحدى الولايات هناك فهم الغرباء وليس نحن“.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيمضي قدمًا في تنفيذ خطته أم أن تصريحاته تأتي في إطار الضغط السياسي ضمن استراتيجية تفاوضية جديدة.
Web Desk
