وكالات – انطلقت اليوم السبت في العاصمة العُمانية مسقط محادثات غير مسبوقة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي وسط ضغوط دولية متزايدة وتهديدات صريحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشل التوصل إلى اتفاق جديد.
وتُعد هذه المفاوضات الأعلى مستوى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 خلال ولاية ترامب الأولى ويقودها من الجانب الأمريكي مبعوث الرئيس للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومن الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، وسط تكتم شديد وجلسات مغلقة تهدف إلى “جس النبض” واختبار النوايا.
وبينما تصر الولايات المتحدة على أن المحادثات تُجرى بشكل مباشر، تتمسك إيران بوجود وسيط ما يعكس خلافًا مبكرًا حول طبيعة الحوار. ووفقًا لموقع “أكسيوس” الأمريكي، فإن الجولة الأولى ستنطلق بشكل غير مباشر على أن تتحول إلى مفاوضات مباشرة إذا أبدى الطرفان استعدادًا لذلك.
من جانبها، تسعى طهران إلى التوصل إلى اتفاق “عادل ومستدام” مع التركيز على رفع العقوبات الاقتصادية، بحسب تصريحات عراقجي ومستشار المرشد الإيراني علي شمخاني. وأشارت إيران إلى إمكانية القبول بخفض مستوى برنامجها النووي دون تفكيكه مقابل تخفيف الضغوط الاقتصادية.
في المقابل، شددت واشنطن على ضرورة منع طهران من الوصول إلى القدرة على تصنيع سلاح نووي وتسعى للتوصل إلى اتفاق جديد قبل انتهاء صلاحية آلية “العودة التلقائية للعقوبات” في أكتوبر 2025. كما تطرح واشنطن مطالب إضافية تتعلق بوقف دعم إيران لحلفائها الإقليميين في المنطقة.
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرًا أن إيران تمتلك نحو 274.8 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% وهي نسبة تقترب من المستوى اللازم لصناعة سلاح نووي (90%) ما زاد من التوترات الغربية بشأن نوايا طهران.
وتبقى الأنظار شاخصة نحو مسقط حيث تتقاطع المصالح الدولية والإقليمية بانتظار ما ستسفر عنه هذه الجولة الحساسة من المفاوضات، في ظل ترقب عالمي لأي اختراق محتمل يعيد إحياء الاتفاق النووي أو يضع حداً لتصعيد قد يشعل المنطقة بأسرها.
Web Desk
